Pages

Saturday, March 13, 2010

مبطلات انتخاب البشير

هل تقبل أن يبقي البشير رئيساً للسودان؟
لا تتعجّل بالرد،  بـ(لا أو نعم)  قبل أن تجرّد ذاتك من غشاوة العاطفة (الداء المزمن للسودانيين)، وتتهيأ لإعمال كامل عقلك لا نصفه، ثم وجه السؤال إلي نفسك بأية صيغة أوضح لك،  وإحتفظ بالإجابة عندك،ولكي تقوم بذلك يجب أن تتذكر أشياء كثيرة، منها  أن البشير جاء عبر إنقلاباً عسكرياً  علي نظام ديمقراطي منتخب ، وأنّ البشير مكث في كرسي السلطة-دون انتخابات- لمدة تقارب الربع قرن من الزمان، وأنّ البشير قد شنّ حرباً جهاديّة شعواء(ذات سبغة دينية) ضد إخوتنا في الجنوب، وأباد الآلاف من الأنفس لم يحصها أحد ،و مخلّفاً الآلاف من اليتامي ، الثكالي والأرامل واللاجئين،
و لستك  بالمُنكرأن البشير-ايضاً- هو من شن الحرب علي الدارفوريين الأفارقة مستخدماً القوات المسلحة (القومية) وجحافل مليشيات الجنجويد العربية لسهق الأبرياء! فقتل-البشير وأعوانه- مايربو علي (300،000 )وشرّد (2000،700 ) في الداخل والشتات،
ولعلك توافقني الرأي  أن الحرب التي تشنها حكومة البشير علي المواطن العادي  هي خير دليل علي صلفها وتجبرها ، وهي حرب شاملة  تُشن عبر قوات مليشيات البوليس بوحداته (المتناسلة) وقوانين النظام العام المجحفة وجبروت قوات الأمن الوطني (طويلة الذراء) فضلاً عن الضرائب والأتاوات  والتهام ارزاق (ستات الشاي) وخلع بضائع اشباه التجار المتجولين،و(كمان) تكسير منازل الفقراء بأطراف المدن وتمليكها لرجال الأموال والإستثمار...ألخ،
انا الآن عمري 24عاماً؛ ومنذ  ميلادي لم أعرف رئيساً للسودان غير البشير! ولا أعرف(عملياً) ما يسمي بالإنتخابات، أهي أسطورة أم حقيقة ؟ وكل ذلك مرده الي البشير (رئيسنا) المغصوبون عليه طوال أعمارنا!! هل انت كذلك؟
لتجيب علي السؤال أعلاه يتوجب عليك  استصحاب الماضي معيناً وقراءة الحاضر واقعاً وتشريحه تحليلاً كي تتعرّف علي ملامح المستقبل ،وعندما تلم  بالماضي وتتأمل الراهن ستتبين لك معالم المستقبل التي لا تنفصل عن الواقع، فواقعنا مشبّع بالمشاكل الجسام والكوارس المدلهمات التي ستجعل سوداننا(الدولة) يعيش ديمومة العنف والصراعات التي ستفضي به -ذات يوم- الي اللادولة!!
فمن أزمة دارفور الي مصير إنفصال الجنوب عبوراً بالمحكمة الجنائية والحصار العالمي وماينتج من رحم الإنتخابات من فواجع ومواجع، كلها عربات ملغومة تجرها القاطرة المسماة (البشير)! ماذا يمثل لك استمرار  البشير في الحكم، سوي العيش في تحت وطأة الفقر والهروب من واقع الحياة والإنقطاع عن مواكبة عجلة الحياة؟
فينما العلم يتقدم ،وتدور حوله الدنيا بما/ن فيها تجدهم يحرّمون ويجرّمون ذلك التعليم بحجة مخالفته للاسلام(كنظرية داروين والخلايا الجذعية وغيرها من العلوم المتقدمة)!! وحتي علوم الإتصال الحديثة لم يسمح لها بالإنتشار إلا في حدود ضيقة، ولكن إذا كان رئيسنا جاهل فماذا نكون عسانا!!(إذا كان رب البيت للدف ضارب فما شيمة أهل البيت إلا الرقص والطرب)
هل يعرف السيد/البشير لغة غير اللغة العربية (باللكنة السودانية)!! هل يعرف البشير كيف يفتح الكمبيوتر؟ ناهيك عن خدمات البريد الإليكتروني والصفحات الشخصية،التي اصبحت سمة من سمات الحكم اليوم، فالحاكم اليوم يجب أن يعرف إستخدام وسائل الإتصال الحديثة ،بمعني يجب أن يكون له موقعاً إليكترونياً يتفاعل من خلاله مع مواطنيه الذين يسائلونه عبر، ولكي يكون متابعأ للاحداث يجب أن يكون للحاكم جهاز (بلاكبيري) يصطحبه في حله وترحاله،و(كمان) عليه اجادة أكثر من لغة، لأن سمة هذا العصر هي المؤتمرات دولية أكانت أو الثنائية،ويلزم من يحضرها أن يعرف علي الأقل اللغة الإنجليزية لأنها قاسم مشترك بين المجتمين.
علي كل ؛ قد تجد من المبررات ما يبطل استمرارية البشير رئيساً، ولا تجد شئاً واحداً يدعو لإنتخابه ، غير أن الأهم من ذلك هو ، يجب أن تعلم أن صوتك شئ غالي بالنسبة لوطنك،واعلم أن تصويتك للوطن بمثابة إعطاء مصل لمريض كاد أن يفارق الحياة،وتصويتك للبشير بمنزلة,, نصب مصيدة في جحر ورل سارح،، ولتعلم عزيزي أن البشير رجل جبان وأناني، فبدلاً أن يذهب الي المحكمة الجنائية لتبريئ زمته ،هاهو يغامر بالسودان وشعبه،وهو بذلك يفعل كما تفعل الأفيال عندما يطاردها الصيادون من أجل اقتناء أسنانها الغالية وحينما تفقد الأفيال الأمل في الفكاك من صياديها تعمد علي ضرب أسنانها بالأرض فتكسرها حتي لا يستفيد الصائدون من الأسنان!!
باطلاً من يصدّق كل هذه الإعلانات التي تجمّل وجه البشير وسيرته وسريرته، وكلنا نعلم أن المال يجمّل القبيح-زيفاً- فلا تنقدع يا سوداني ،فليكن خيارك لوطنك لا لجلادك.

No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة