*شهد اليوم الرابع لإندلاع الإحتجاجت الشعبية في مدينة نيالا هدوءً حذراً وتوقفاً كاملاً لأحداث المظاهرات في كل ارجاء المدينة التي وصلها أمس وفداً رفيعاً من قيادات الحزب بالخرطوم لنزع فتيل الأزمات السياسية والقبلية والتنظيمية التي اصبحت تهدد وجود الحزب بالولاية.
عادت الحياة جزئياً رغم أن الجيش لايزال يتمركز في مواقعة،قوات الشرطة والإحتياطي المركزي تقف عند بداية ونهاية كل طريق،واقامت لها نقاط ارتكاز عند كل كل منعطف وقوات الأمن بالزي المدني واخري ب(الكاكي) تجوب شوارع المدينة طولاً وعرضاً.عاد الناس الي الأسواق،وحركة المواصلات قد انتظمت الشوارع المتسخة باثار الحرائق وباكوام الطوب والحجارة المتناثرة حولها،حوادث مستشفي نيالا لم تستقبل جرحي أو قتلي.
* الوفد الزائر تلقي تفويضاً أو قل تعليمات من المركز بأن يقوم بخطوات اجرائية-احلال وابدال- في بنية الحزب بالولاية،هذه الإجراءات قد تصب الزيت علي النار المشتعلة اصلاً.فهناك انشقاقات وتصدعات هائلة قد ضربت بالحزب ولم تنفك، فقد تأكد حتي اعتقال مايقرب الأربعين من قيادات وكادرات الحزب بالولاية،علي رأسهم الأستاذ مدلل،وهو نائب رئيس الحزب بالولاية، وهناك السيد سرور معتمد محلية نيالا شمال الذي تم احراق مبني محليته وسيارته ومبني الحزب الذي يجاوره،والسبب يعود الي أنه لم يستغيث بالشرطة اثناء الهجوم،وايضاً هناك رؤساء أمانات الشباب والطلاب والإعلام فضلاً عن وزراء بالولاية. التصريحات التي أدلي بها رئيس وبعض قادة هذا الوفد الإجرائي وماصرح ظل يصرح به الوالي(المعين) جلها لن تحل مشكلة، فهم جميعاً اجتهدوا وتباروا في ايجاد وصف للازمة ،لكنهم لم يعملوا أوحتي يقولوا كيف الخروج من الأزمة؟فقط تحدث واحداً منهم بأنهم في الحزب ارتضوا التغيير من القمة الي القاعدة.لكن عن أي قمة لم يبين.
*مايجري اليوم في نيالا هو فقط مجرد اعلان لفلم (متلازمة) القبلية والجهوية والفساد والحروب، الذي قام بكتابة سيناريوهاته،وبطولته واخراجه،وانتاجه،نظام الإنقاذ، وسوف يعرض لاحقاً بخشبة العرض(كل السودان).
لقد توقف المظاهرات اليوم الجمعة، وليس بمؤكد إن تستأنف أو لا، لكن هذا ليس بالمهم، لأن المهم هو أن الازمة لم تنتهي،فهناك مليشيات حرس الحدود-وهم ملائش الجنجويد اضطرت الحكومة الي تقنينها وتسميتها بهذا الإسم بعد صدور مزكرات اوكامبو ، وانكرت وجود مايسمي بالجنجويد- واعضاء هذه المليشيات جلهم من ابناء قبيلة الوالي السابق،وهم يتسلحون بعتاد حربي ثقيل ولهم تأييد قوي وسلطان من الحكومة ،وهنا لهم وجود طاغ في حي الرياض شمال نيالا،وأول من أمس اشتبكوا مع الشرطة واجبروها علي الإنسحاب من الجهة الشمالية للمدينة،هؤلاء لن يسكتوا طويلاً ،وسوف يقضون منام الوالي حماد،سيما وان هناك مشاكل قديمة بين القبيلتين،لم يفلح في حلها إلا الوالي السابق، وبالأمس تحدث الوالي(المعين) عن ضرورة ضبط السلاح ،وعن أنه لن يسمح لغير القوات النظامية بحمله،وهي اشارة ضمنية الي سلاح الجنجويد.
*اشار عضو الوفد الإجرائي، ومسؤول اقليم دارفور بالحزب الوطني(ازهري التيجاني)الي أن الظروف المحيطة بالولاية هي التي اقتضت أن يذهب كاشا ويأتي حماد.
=ولعل هذه الظروف تتلخص في واحد من إحتمالين:
أولاً:كان اسماعيل حماد عضواً في حزب المؤتمر الشعبي، وانسلخ عنه مع صديقه نائب رئيس الجمهورية (الحاج ادم) وانضما الي حزب المؤتمر الوطني،واقتضت صفقة الإنشقاق والإنضمام الي تعيين الحاج ادم نائباً للرئيس، وتعيين حماد حاكماً لجنوب دارفور بدلاً عن كاشا الذي كان قد فاز علي الحاج ادم في ولاية جنوب دارفور في الإنتخابات الاخيرة.
ثانياً:الوالي كاشا كان رجل مصادماً للمركز، فكلنا نذكر وقوفه في وجه وزير الخارجية احمد كرتي فيما يخص عمل المنظمات، واضافة الي تصريحاته المتبادلة مع سلفه في الولاية، ووزير المالية علي محمود ،فاكثر من ما مرة تنقل الصحف تصريحات أقرب الي المهاترات تصدر من هذا الطرف أو ذاك.
*علي أية حال الأزمة لم تنتهي بعد..والأيام حبالي يلدن كل جديد.
No comments:
Post a Comment
حبابك عشرة