Pages

Tuesday, October 25, 2011

ثوار ليبيا يسقطون في أول امتحان

مع الأسف !، بعض الثوار-ويفترض أن يصنفوا ضحايا لديكتاتورية نصف قرنية- قد  اقترفوا من الذنوب ما تجعلهم يتساوون مع القذافي (الجاني)نفسه. فالوحشية التي ازهقوا بها ارواح خصومهم هي مثل الوحشية التي عاملهم بها نظام القذافي وجعلهم يثورون عليه ، ومهما يكن من أمر فان قتل النفس البشرية بطريقة الإنتقام غير مقبولة ولن تجد مبرر يشفع لقاتلها، ولن تكون هناك ديمقراطية حقيقة  مكتوبة بدماء   التشفي والإنتقام.في هذا النصر الكبير يجب أن تكون الحكمة والعدالة والقانون هي العلامة الفارقة مابين نظام القذافي(الأوتوقراطي)، والنظام الليبي الجديد الذي يفترض به أن يكون ديمقراطياً.علي كل يجب أن يحاكم كل من خالف احكام الضميير الإنساني السوي وانتهك القوانين والمواثيق الأممية الخاصة بمعاملة اسري الحرب.ولليبيين ان يعوا ذلك جيداً أن قتلهم للمجرم دونما محاكمة(عادلة ومتأنية) لن يوقف الحرب، لأن هذا يعزز الشعور بالإنتقام لدي القبائل الموالية لنظام القذافي، ومثلما حال العراق الآن الذي يتخبط في اوحال العنف والتطرف والذي تغذي كثيراً من محكامة واعدام الديكتاتور صدام حسين بالطريقة التراجيدوكوميديا تلك،قد يكون مستقبل ليبيا كذلك مالم تتخذ تدابير ، لأنه بهذه الفعلة غير الإنسانية فان النظام الجديد قد ارتفع بالمجرم الي مقام الضحية وانزل الضحايا الي منزلة الإجرام.

لقد ارتكب نظام القذافي من الجرائم والإنتهاكات مايفوق حد التصور.. نعم هورجل  مجرم ، سفاك ،جلاد، مستبد، متغطرس، وكل الألقاب السيئة التي تجمل من الإنسان بمثابة (حيوان) مفترس، لكن كل ذلك لا يبرر قتله بعد النصر والظفر به  قبيضاً مستسلماً، فمن يستسلم انما  يطلب ويتحري الرحمة البشرية ،ولكن حينئذن قد طغت الحماقة والنزعة الإنتقامية علي الثوار طغياناً خارت معه الرحمة والحكمة والكياسة، فرسبوا في أول امتحان في الديمقراطية وحقوق الإنسان.

No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة