Pages

Friday, January 27, 2012

مظاهرات نيالا..في يوميات مدون-2


المظاهرات تتجدد مع كل صباح
*لليوم الثالث علي التوالي تواصلت الإحتجاجات الشعبية والصدامات الدامية في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
المشاركون في الإحتجاجات ينددون باقالة الوالي (المنتخب) عبدالحميد كاشا، وتعيين وفرض حماد اسماعيل حاكماً جديداً لولايتهم.
مظاهرات هذا اليوم لم تكن عنيفة وحاشدة كتلك التي حدثت يوم أمس، فثمة تدابير كالإستنفار الكثيف للشرطة وقوات الإحتياطي المركزي وتمركز الجيش في الطرق المؤدية الي مركز المدينة ومحاصرته لكل المرافق الحكومية، اضافة الي قرار الوالي القاضي بتعطيل الدراسة في المدارس والجامعة ، عطفاً علي اعتقال عدد غير معلوم من قيادات وكادرات الحزب بالولاية لإتهامهم بالوقوف وراء الاحتجاجات، هذه التدابير اجمالاً ساعدت في التخفيف من حدة المظاهرات.
*لكن مع ذلك لم  تتوقف الإحتجاجات في اجزاء واسعة من شمال شرقي المدينة  وفي جنوبها وايضاً في شمالها الغربي.
ففي الشمال-احياء كالثورة وخرطوم بليل والرياض-انتشرت قوات امنية كثيفة فشلّت حراك تلك المناطق الحساسة(نسبة لتمركز قوات حرس الحدود الموالية للوالي كاشا بها-، وفي الشمال الشرقي حيث يقع معسكر (عُطاش) للنازحين،تفاجأ نازحو المعسكر بأن شروق شمس هذا اليوم يرافقه تطويق امني وشرطي كامل للمعسكر، دونما اخطار أو اسباب، فثار النازحون علي هذا التصرف الإستباقي،واشتبكوا مع قوات الأمن وتم احراق اجزاء من المعسكر وفرّ النازحون خارجاً ، ولم يعودوا إلا في ساعات الظهيرة ،لكن القوات لم تزل ترابض في مكانها حتي المساء.وتم اعتقال بعض الأشخاص من معسكر عطاش.
الوالي المقال يحظي برضي واسع لدي سكان الولاية
*وفي الجزء الجنوبي من نيالا حيث السوق الشعبي و احياء -غرب الإذاعة،كرري ،كوريا،وتكساس-احتشد مئات من المواطنين ويغلب عليهم الشباب، احتشدوا في الأزقة والطرقات الرئيسية المؤدية الي وسط نيالا واغلقوها بالحجار والطوب،واحرقوا اعداد من اطارات السيارات،وكتبوا علي الأسفلت بخطوط عريضة عبارات تنادي بعودة كاشا وتندد بالوالي الجديد، وبرغم التواجد المكثف للقوات الأمنية واستخدامها المفرط للغازات المسيلة للدموع وسط المساكن إلا ان المحتجين استطاعوا ان يحرقوا صومعة الشرطة القريبة من السوق الشعبي، وقامت الشرطة باعتقالات واسعة وسط المحتجين واعتدت عليهم بالضرب العنيف.ومما يؤسف هو انني كنت  اسير وسط واحدة من المسيرات الضخمة، فسارعت الي اخراج هاتفي لتصويرها، لكني تفاجات بان هناك وابل من الحجارة يمطرني به المحتجون،ويتهمونني بالإنتماء الي جهاز الأمن لذلك اصور شخوصهم(!).
*وفي الجزء الشمال الغربي للمدينة-حيث موقف ومدخل الجنينة واحياء( النهضة والجير شمال)،انطلقت مظاهرات عنيفة واحرق خلالها المحتجون مقر الشرطة هناك ،واغلقوا الشارع الذي يربط نيالا بمدينة الجنينة وقاموا باضرام النيران في الإطارات محدثين سحابة دخانية خطت سماء المنطقة، وفي هذه المظاهرة استخدمت قوات الامن والشرطة كامل طاقتها،وافرطت في استخدام القوة ايما افراط،فقتلت شخصين علي الأقل واصيب اكثر من عشر بجروح متفاوتة، ومن الفظائع المحزنة التي ارتكبتها قوات الأمن بمنطقة(موقف الجنينة) هو مطاردتها لشابين فدخلا الي بيتهما واغلقا الباب خلفهما، فجاء رجال الأمن واطلقوا النار علي (كيلون) الباب، واخترقت الطلقات الباب واصابت سيدة من أهل المنزل في الثلاثينات من العمر فتهشم كفها الأيمن وكسرت ذراعها.
*يجدر بي ان اشير الي أن هناك كلام كثير بان جهاز الامن قام بتصفيات جسدية لبعض واسعة في احياء نيالا شمال.
#هذا تلخيص لما جري في حلقة اليوم من مسلسل الإحتجاجات الشعبية التي تشهدها نيالا هذه الأيام، وربما هناك احداث جرت في مناطق اخري لم يتسني لي الحصول علي تفاصيلها.اثناء الليل عادة يكون الوضع هادئ مع انتشار للقوات الامنية في كل شوارع المدينة ،لكن بقدوم الصباح قد تتجدد الأحداث او يطرأ شئ ما يعود بالأمور الي نصابها.
*ملحوظة:تأخر المقال لساعات بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
**غداً سنري**

No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة