مظاهرات نيالا..في يوميات مدون

عاشت مدينة نيالا يومين طاحنين.اليوم الأول:مظاهرات عفوية مباغتة ، جرحي قليلون،اضرار مادية بسيطة،استخدام مكثف للبمبان،مع اطلاق اعيرة نارية محدودة في الهواء، وكان هناك شخص واحداً اخترقت كتفه طلقة كشلانكوف تم اسعافه في مستشفي نيالا التعليمي، .ايضاً هناك قوات تحاصر معسكر كلمة للنازحين خوفاً من دخول كلمة علي خط المظاهرة،وكمان هناك تطويق كامل لجامعة نيالا بغية تحييد الطلاب عن المظاهرة.والوالي الجديد قضي اطول ليلة في حياته في مدينة لم تكن له الترحاب.

*اليوم الثاني بدت المظاهرات اكثر تنظيماً وتكتيكاً،المتظاهرون جاؤا بكميات مهولة و يستخدمون اسلوب الكر والفر،فمروا بكل الشوارع الرئيسية للمدينة،احتلوا مركز المدينة،واشتبكوا مع الشرطة والإحتياطي المركزي في السوق الجنوبي،فاضطر النظام للزج بفلول الغوغاء التابعين لكتائبه الجهادية فاحرقوا السوق هنا وهناك، وهشموا زجاج المحال التجارية وكذلك عربات المواطنين بغرض عكس صورة سيئة عن المتظاهرين والمظاهرات ، لكن الناس لم يهتموا لذلك وتقدموا غرباً حتي وصلوا الي تخوم قيادة الفرقة 16مشاة-قيادة الجيش القريبة من رئاسة الولاية،ففزع الوالي وطلب حماية اكثر،فتم تسوير مبني رئاسة الولاية بالدبابات وسيارات الجيش المحملة بالمدافع الثقيلة والرشاشات.في هذا اليوم استخدمت قوات الشرطة والإحتياطي المركزي كافة طاقاتها للتغلب علي المتظاهرين ،فبعدما اسالت دموع الناس بالسموم ولم تفلح في كفهم قامت الشرطة باستخدام الرشاشات من كلاشنكوف ودوشكا،ومانقيستو ضد المتظاهرين العزّل، فكانت النتيجة استشهاد طالب من مدرسة نيالا الثانوية،وجرح شقيقه وعدد كبير من الطلاب والمواطنين من بينهم طفل (فطيم)، المستشفي قسم الحوادث تعاني نقصاً حادًا في الكوادر والمعدات والدواء ولكأنه عملاً مقصوداً،هناك غصباً شعبياً بدأ يتعاظم جراء الإستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين.ومن الحوادث الغريبة التي وقعت اليوم،هناك شرطي اطلق وابل من الدوشكا لتفريق متظاهرين كانوا يقفون امام باحة مستشفي نيالا التعليمي،فاصاب سطح الطابق الثالث لمبني الحوادث الذي كان يعج بالمصابين ومرافقيهم،وستر الله ان تقع كارثة.

*هذه الليلة بات مركز مدينة نيالا عبارة عن ثكنة عسكرية كبيرة ، والمؤشرات تقول بأن يوم غد سيكون حلقة جديدة من مسلسل مظاهرات نيالا ،واذا حدث هذا سيقود الي منعطف جديد في المظاهرات من حيث الإسلوب والتأثير والنتائج،وربما ستتحول نيالا الي درعا او السويس أو بنغازي،فتكون شرارة الثورة التي يتحفذ السودان الي خوضها ضد نظام البشير.

**نلتقي غداً**