Pages

Sunday, January 15, 2012

عن مسلسل اغلاق ومصادرة الصحف


من كان يعتقد بأن الخفافيش وطيور البوم و حشرات الباعوض فقط هي التي تخشي الضوء ولاتعتاش إلا ليلاً في دياجير ظلمات حالكة،فهو بحاجة الي تصحيح معلوماته هذه ويدرك بأن هناك كائنات  تسمي "بالفاشيست " تتشارك مع تلك المخلوقات الصفات ذاتها،وتحيا نفس الحياة.ومن يريد التأكد من كلامي هذا فعليه بالتأمل في اعمال وافاعيل النسخة السودانية الراهنة من كائنات الفاشيست (نظام الإنقاذ)،فأنه لن يجد فرقاً ما بين مجموعة(البوم والوطاويط والباعوض) و(مخلوقات )نظام الإنقاذ هذه.وهنا المقايسة في مايتعلق بالخوف من النور وحب الظلام فحسب. في اغسطس 2010م  قام نظام البشير-وبدون ذكر للاسباب- بسحب رخصة عمل هيئة الإذاعة البريطانية التي كانت تبث اثيرها علي موجات الFM في اجزاء من السودان، لكن كان سبب ايقاف البث  واضح لأبسط زول -وهو الدور المهني والطرق الإحترافية الحاذقة التي تسلكها BBC في كشف سوءات النظام و إراءتها لعامة الناس  دونما مواربة أو حتي رتوش.وبالأمس قام جهاز الأمن باغلاق ومصادرة ممتلكات صحيفة ألوان -التي استأنفت الصدور قبل مايزيد عن السنة بعد اغلاقها غداة دخول حركة المساواة أمدرمان-ولم توضحوا الأسباب ايضاً، وقبل أيام قلائل قام جهاز الأمن باغلاق صحيفة رأي الشعب المعارضة والحجز علي ممتلكات الشركة الناشرة لها،ولا احد يسأل عن الأسباب.

وفي شهر اغسطس من العام الماضي  قام جهاز الأمن باغلاق صحيفة الجريدة والإستيلاء علي كل ماتملك،ولاحقاً تبن أن السبب هو مقال رأي (!)، وقبيل ذلك،في شهر يوليو2011م عشية تصويت الجنوبيون لصالح الإنفصال، انهت السلطات عمل ست صحف بحجة أن اناساً جنوبيين يشاركون في اصدارهذه الصحف  إما باسهام بالمال أو بالعمل بها.أما عن المصادرة اليومية لأعداد الصحف-عقب خروجها من سنابك المطابع- وعن قص بعض المقالات والتقارير ، فهذا أمراً بدا مألوفاً للسودانيين.وفيما يتعلق بالصحفيين فهناك العشرات منهم  قد تعرضوا للسجون والغرامات الباهظة والتهديدات فقط بسبب مقال ينتقد-وبخجل- سياسة بعض المتنفذين في النظام، أو تقرير يتكلم  عن الفساد العام الذي لا تخطئه عين.

معاداة هذا النظام للاعلام لا تدل إلا علي مهابته من النور، ومن يخاف النور ، يخاف-بضرورة الحال- من الحق والحقيقة ، وما من شخص يخاف الحق ويخشي الحقيقة إلا وانه يحيا في ضلال، ويعشق الظلام ،ولا حاجة لي لأبين مدي ضلالة وظلامية نظام الإنقاذ، لكن الغريب هو ان هذا النظام لم يدرك بعد أن كتم الحريات واشاعة التضليل عبر ألة اعلامه لم ولن تجدي له فتيلا، والأغرب هو أن هذا النظام لم يفهم أن الحقيقة اليوم اصبح لها الف باب-غير الصحف- للولوج الي مدارك الناس، وانه في هذا العصر الرهيب قد اضحي الناس كلهم صحافيون بلا حدود،وامسي كل الفضاء بمثابة صفحات للحقيقة، ويستطيع الزمان أن يقتل كل شئ عدا الحقيقة.

**رسالة الي طاغية:
لكم أن تعوا هذا جيداً ايها الإنقاذيون..إن ما تقومون به من تعسف وتضييق وبلطجة لا يدل إلا علي ضعفكم وخوفكم من نور الحقيقة، وفي الوقت نفسه لن يزيد الناس إلا حافزاً للبحث عن الحقيقة التي تخافون الكشف عنها، أيها الجبناء.


No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة