Pages

Monday, February 20, 2012

ماذا ننتظر؟!

اصبح السودان يعيش اوضاعاً مأساوية بالغة السوء،لكن ليس هذا المنتهي، فالماساة لم تبلغ مداها بعد،وبرغم مما نعيشه من ضائقات وضنك إلا أننا لا زلنا بخير قياساً بما ستؤول اليه الحال غداً.وطن بحاله يتداعي ويتدحرج مسرعاً نحو التلاشي او التشرذم في افضل حال والكل يتفرج..فقط يتفرج!، نعم الكل يتكلم ويهدد ويتوعد هذا النظام المستبد بالزوال وسوء المآل،لكن كل ذلك لا يعدو كونه ركضاً في مكان واحد!.ويعلم الكل بأن مثل هذه التهديدات والتصريحات المتكررة التي ظللنا نطلقها ، لن تسقط النظام ولن ترهبه طالما لم تتبعها أفعال حقيقية،لكن قد لايدرك الكثيرون بأن هذه التهديدات زائداً تشتت مواقفنا قد تحولت الي حبوب مناعة يستخدمها النظام لتحصين نفسه ضد أي ثورة لإسقاطه،فهذا النظام يحاول دائماً دائباً أن يستثمر أي نقطة لصالحه حتي يثبت للشارع اراجيفه القائلة بأن ليس هناك من ثمة قوي معارضة له،كما ليست هناك حركة شبابية ضده،وليست هناك اية  ارادة  او نية شعبية لإسقاطه، لكن فقط هناك مجرد خونة ومرتزقة و(شماسة) ومشاغبين تساعدهم ايادي اجنبية يحاولون تخريب البلاد والإخلال بامنها وسلامة اهلها والنيل من عقيدتها..إلخ.
إذن نحن-ياصحاب- بهذه المواقف والتصريحات الفارغة نقدّم لهؤلاء المجرمين خدمات مجانية من اجل بقائهم لأطول مدة ممكنة.ولنا أن نتذكر ، كم مرة قررنا الخروج في تظاهرة ولم ننفذ؟ كم مرة دعانا الداعي الي السكون في الساحات والميادين ولكننا آثرنا البقاء في اسوار بيوتنا خوفاً من بطش النظام؟كم مرة قام أمن النظام باختطاف شباب وقام بتعذبهم وقتل بعضهم أو شابات فقام بتعذيبهن واغتصاب بعضهن؟؟كم مرة اكتملت نصاب اسقاط هذا النظام واستوفت شروط زواله ، فغابت الشجاعة والجرأة فاجهضت الفرصة؟كم مرة هزأ واستخفّ بنا قادة هذا النظام، كم مرة سخروا منا؟.
لقد اضحي الوضع في السودان مأساوياً لحد استحالت معه كل المعالجات أدي التغيير الشامل،تغيير في فهوم الناس ثم تغيير النظام فتغيير الحال. لقد اضحي الحال في السودان خطيراً جداً وأمسي السكوت عنه جريمة بحق الوطن ،سنُحاسب عليها جميعاً أمام محكمة التاريخ.إن اسقاط النظام الذي نحلم به، لن يتحقق مالم نؤمن به ونبدأ التغيير من ذواتنا ونكون مستعدين لدفع مهر الحرية بأعتبار أن أول شهيد قد يكون انا أو انت اوهو ، فليس المهم السؤال  عمن سيسقط في المعركة،لكن المهم ان نثبت حتي  نسقط هذا النظام في نهاية المطاف.لقد احتار الناس من حولنا في أمرنا حيال سكوتنا علي جرائم هذا النظام، وخاب ظن الكثير من المراقبين بقيام ثورة تغيير في السودان علي الرغم من توافر الشروط وتضافر عوامل انجاحها، وتساءل البعض منهم:هل ينتظر السودانيون ان يمن الله عليهم بمتظاهرين من السماء؟ ام ينظرون محررين من بروكسل أم  ماذا؟.
غالبية السودانيين مزارعون وبذلك هم يعرفون ان ثمار الطماطم يتم خطفها فور نضوجها وإلا فتلفت الثمار، وكذلك حال السودان اليوم قد استوي نضجاً الي  التغيير ومالم نسارع الي خطف الثمار فسوف يتلف، والتلف هنا يعني الإنهيار.وعلامات نضوج الوضع لزوال النظام اصبحت لا تحتاج الي تفسير أو تفكير.

No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة