Pages

Saturday, September 21, 2013

حتي لا نغرق في بحر الفشلⓘ


 الحقيقة ياشباب ..احنا اوشكنا علي الغرق في ذات  البحر  الذي ابتلع قبلاً كل من التجمع الوطني الديمقراطي الذي ذاب اسمه في طيات التاريخ كما يذوب فص الملح في الماء الساخن ،وتحالف أحزاب جوبا  الذي مات وخلفه في معارضة النظام (ابنه)  قوي الإجماع الوطني-هذا التحالف الذي لا نعرف عنه سوي رجليه فاروق ابوعيسي وكمال عمر وكثرة تصريحاتهما, وكما ابتلع جهود الثائرين  في دارفور وكردفان والنيل الأزرق..انه بحر الفشل..فشل المعارضة- ولمدة ربع القرن من الزمان- في اسقاط هذا النظام الفاشل والمعتل اصلاَ.

هذا الرأي اتمني ألا يؤخذ علي انه ضرب من التخذيل والتكسيل وممارسة التثبيط وانما هو شداد لمآزر كل من له همة ثورية ينوء بها قلبه تجاه وطننا..

 وتتجلي مظاهر فشلنا في اننا وبعد  ثلاث سنوات من اعلاننا نيتنا إسقاط النظام هذا لم نزل في ذات المربع الذي كنا فيه  ايام انتخابات ٢٠١٠م,وفي ذات الهمجية التي صاحبت اول خروج لنا في تظاهرة شرارة ٣٠يناير ٢٠١١،حيث كنا ولم نزل نعمل بلا أدني تنسيق ولذلك علي الدوام ظللنا لقمة صائغة للقمعيين من امن وبوليس ورباطة وغيرهم.
ومن مظاهر فشلنا انه حتي الان لا توجد لنا آلية تنسيقية تدير عملنا وتخطط بعلمية ومنهجية لصناعة ثورة حقيقية تريح الشعب من هذا النظام وتدافع عن معتقلينا الذين لم يجدوا منا سوي التنديد والوعيد المتكرر للنظام دون أن نحرك ساكنا حتي يقتنع هو بعدما يفعل بهم وفيهم مايشاء  فيبقي علي من يشاء  ويفرج عمن يشاء وقتما  وكيفما شاء..ومن مظاهر فشلنا ايضاَ هو اننا حتي الان ليست لنا قناة تلفزة تعكس بتجرد حقيقة مايجري في السودان ويمكننا من خلالها ان نعبئ  ونبث الآمل والثقة في روح الشارع الذي يعيش-بلا حول-بين قمع النظام وضعفنا..
ومن مظاهر فشلنا ايضاً هو اننا للان نتبع اسلوب رد الفعل مع هذا النظام ،اذ اننا لانقدم علي المبادرة بل ننتظر حتي يقوم  هو بارتكاب جريمته ثم نتحرك فيعتقل  بعضنا ويرجع الباقي الي التنديد وانتظار النظام يرتكب جريمته التالية..يحدث كل هذا بينما نحن نمتلك كل اسباب القوي اللازمة لإنجاح الثورة  وتضم مجموعاتنا  كل فئات المجتمع و أوساطه النخبوية،فلا يعوزنا إلا التنسيق التاكتيكي  والتخطيط الإستراتيجي . اننا بحاجة الي اكثر من مجرد مظاهرة هنا او هناك..فالوضع يتطلب الي ما هو اكثر جداَ من اسقاط هذا النظام..واسقاط النظام لا يعدو أن يكون اللبنة الأولي في مشروع (بناء وطن) يسع تنوعنا ويستوعب آمالنا..وقد نتفق جداَ في أن عملية اسقاط هذا النظام لاتحتاج الي اكثر من سبعة ايام بلياليها..ولكن السؤال هو ما هي نوعية وكمية العمل الذي يلزمنا القيام به خلال هذه الأيام؟

برأيي الآن اصبحت الحاجة ملحة- اكتر من أي  وكت مضي-الي قيام ملتقي لكل الشباب والنشطاء وكل الحادبين علي  اسقاط نظام المجازر والكوارث والمجاعات , وانتشال الوطن من براثن الدمار والفشل..
الآن الكل مدعو لإعمال  الفكر والتأمل في كيفية انعقاد مؤتمر من أجل الثورة والتغيير في السودان وتأسيس محتوي (كيان) شامل للثورة.. لينزع غشاء الشرعية عن هذا النظام المجرم ويكون الممثل الوحيد لشعب السودان ،فقد ثبت أن هذا النظام ليس  له مايقدمه من حلول لكوارث الوطن  ورزاياه  والتي هي من صنيع يديه ..ليس  له سوي  الرصاص والسجون والمزيد من الضرائب..
الان...آن لنا ان نتحد اولاَ كسودانيين ثم ان ننتفض كثائرين ضد هذا النظام الدموي الشائه
وان نتولي شأننا بدلاَ عن التباكي والشجب المستمرين..فبسبب ذلك اصبحنا محل سخرية واستخفاف..واقل مايرضي من سقطوا  في نيالا ومن سقط قبلهم في كجبار ،في بورتسودن،في كادقلي،وفي الخرطوم هو اسقاط هذا النظام ولإتمام ذلك لابد لنا من عقد هذا المؤتمر في اقرب بلد مجاور تتهيأ لنا فيه ظروف تأسيس مجلس تنسيقي للثورة والتغيير في السودان
لقد انطلقت بوادر الثورة منذ ما يقرب الثلاث سنوات ولكننا فشلنا طوال هذه المدة في كسب الشارع او اقناعه بجدوي الثورة علي الرغم من أنه مهيأ لها  اصلاَ بفضل سياسات النظام ولكنا مع ذلك فشلنا..