Pages

Thursday, July 02, 2009

الأوتوقراطية ،وطول أعمار قادتها..

:

قبيل بضعة أسابيع صدر إحصاء دولي تناول انكماش عنصر الشباب وغلبة الشيخوخة وسط سكان بعض الدول,الإحصائية تتحدث عن أن 24دولة من مختلف قارات العالم تعاني من تناقصاً مريعاً في عدد شبانها فيما يتزايد اعداد المسنين بها ,وأشارت الإحصائية الي دول بعينها تواجه هذا الخطر,أهمها يقع ضمن الجمهوريات السوفييتية السابقة ودول أفريقية كزيمبابوي ومملكة سويزلاند الموبؤتين بطاعون الأيدز,وبعض الدول المتقدمة كألمانيا واليابان,واشارت الأحصائية أيضاً الي أن قارتي أسيا وأفريقيا وبعض جزر المحيط الهندي تعد أكثر المناطق في العالم فتوة سيما دول كالامارات العربيةالمتحدة وإيران وجزر المالديف.
أنا لست بصدد الحديث عن الإحصائية الدولية هذا وما لها ,لكنني أخذتها كمدخل لما أود الحديث عنه لأنه ذو صلة بها,
الموضوع يتعلق بأنظمة الحكم الأوتوقراطيةالتي تحكم وتتحكم في الشعوب العربية وسوء فهما وأهمالها لقضايا الشباب,فمعظم الشعوب العربية تُحكم من قبل أنظمة حكم إما (ملكية,اميرية أو حكومات عسكريةأتت الي السلطة علي ظهور الدبابات)ويلاحظ أن القاسم المشترك بين هذه الأنظمة إجمالاً هو الإستبداد وطول أعمار قادتها والتوريث فيما بعد!ولم يستطع المرء سبر غور و إدراك كنه إرتباط هذا النوع من الدكتاتوريات فقط بالعالم الاسلامي عموماً والمنطقةالعربية بوجه خاص دون غير من بقاء الارض؟أهو مستمد من الثقافة الاسلامية,من لدن(وأطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولو الأمر منكم)؟ أم هو مقتبس من تلقاء أبجديات الاعراف العربية التي تقوم اركانها علي عبادة شيوخ ووجهاء القبيلة؟.انا لست متأكداً لكن الأرجح هو أن الدكتاتورية مستمدة من الأثنين معاً.
في الإنتخبات الرئاسيةالتي جرت مؤخراً في ايران والتي فاز فيها السيد احمدي نجاد-فقط-بقرار من المرشدالأعلي للجمهورية!في هذه الإنتخبات التي حظيت باقبال كبير من شعب الجمهورية الفتيةالتي يمثل الشباب ثلثي سكانها,كانت هناك مفارقة أدهشت الكثير من المراقبين,تمثلت هذه المفارقة في أن غالبية الشباب من الجنسين قد صوتوا لصالح المرشحين الأصلاحيين مير حسن موسوي ومهدي كروبي -الكبيران في السن-,فيما لم يحظي نجاد-الشاب نسبياً-  إلا باصوات القرويون وبعض اتباع الملالي من طلبة قم,وهنا مكمن المفارقة:إذ كيف يخيّر شاباً طوحاً مابين شيخ من جهة وشاباً ينضح حيوية من جهة أخري فيختار الشاب -طواعية-العجوز دون المرشح الشاب,وهذا ما يوحي بأن التصويت لنجاد يرادف التصويت للمرشدالأعلي وبالتالي استمرار مسلسل الأزمات والممانعةالجنوني, وبالمقابل يعني التصويت لأحد الشيخين التصويت لبرنامج الإصلاح الاقتصادي والسياسي والإجتماعي وهذا مارغب فيه الشعب الأيراني لأن هذا -بالضرورة- سيحرر البلاد من النظام الأسلاموي الأوتوقراطي وستصبح ايران قريباً احد اعندة القتصاد العالمي.
أما علي الصعيد العربي فقد عاني الشباب أيما معاناة في كيفيةالمعايشةوالتكيّف مع سياسات حكامهم التي تعارض وتعادي والواقع كلية,لأن الواقع اضحي لا يحتمل تخبط هؤلاء العجزة العاجزون الذين يرتكنون الي ثقافات بائدة ومكرورة كراً ماضي اسلافهم ويعتمدون علي موروثات وتقاليد لا تتسق ومتطلبات اليوم,وفيما نحن نعيش عصراً يختلف عن الأمس القريب في كل شئ ناهيك عن إختلافه والماضي,ونعيش عصر اهم سماته التغيير والمرونة والبراغماتية وقبول التجديد والإبتكار والإختراع والنظر للأمام اكثر من الإلتفات الي الوراء...إلا انهم يعتمدون في تسيير حيواتنا الي افكار جامدة غير قابلة للتجديد,أفكار تجّرم أي تجديد وتكفرّ أي ابداع وتحرّم اي ابتكار واختراع  ..بزعم أن ذلك بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار!! 
ونحن بهكذا حكّام عجائز ويحملون افكار عاجزة قميئة بائسة..لايمكننا اللحاق بركب العالم!,  افكار وثقافات تبجّل فيها العمائم ويعظّم فيها من يطيلون الذقون ويعزّ فيها كبيري البطون ويذلّ فيها اصحاب العقول!!!إذن لن تقم لنا قائمة.......
ضمن اجاباته الفضفاضة في ذلك الحوار البروقراطي ,اجاب البشير علي  سؤال عن ماذا يتتضمن برنامجه من خطط للشباب ,فاجاب قائلاً:أولاً نحن أمة شابة وذلك ما اظهرته نتائج التعداد السكاني الاخير.إذ غالبية سكاننا من الشباب, ثم اطلق العنان لحلقومه وانبري(الكابتن) ليحدثنا عن دعمه الّلا محدود للشباب والرياضة ويخبرنا عن الإنجازات الرياضية التي احرزها السودان في سني حكم الإنقاذ:ففرق كرة القدم قد اصبحت ضمن لائحة الكباااار!وأن السودان سيصبح-قريباً-بطلاً لكرة السلة!! والعاب القوة ستؤول الينا(لأننا نمتلك العنصر البشري القوي)!!! وقد جادت قريحته بكلام -خارم بارم-كثييرلايمت للحقيقة والواقع بصلة. كفي أحلاماً يابشير.. فالرياضة لاتزدهر بهكذا اماني بنفسجة ,ولكنها بالخطط والممنهجةالمدروسة-بعناية-وبالدعم السخي.
أما الشباب الذي أقريت بأنه يمثل السواد الأعظم من السكان ,وبحكم انني واحد منهم إذن أنا اقرب اليهم منك,وقد سبق أن تعهدت يابشير بأنك لاتقف إلا الموقف الذي يشرّف السودانيين,ولمّا كان غالبية السودانيون هم من الشباب إذن نحن(معشرالشباب)نطالب الإيفاء بتعهداتك, فإنّ الموقف الذي يشرفنا حقاً هو تنحيك-طواعية-عن السلطة.وتفسح المجال للأغلبيةكي تحكم البلد. نعم قد تفيدنا خبرتك في بعض مناحي الحياة لكن يجب أن ترفدنا بها عبر الكتب وسيرتك الذاتية,حتي نستلهم الصالح منها(إن وجد) لنستنير به سبل المستقبل .لكن من غير الممكن الإستفادة منك وأنت في الموقع غير المناسب,وبما أنّ فاقد الشئ لايعطيه فإنك لن تفيدنا في شئ وأنت عاجز عن الحكم للحد الذي جعلك تستعين بدستة من المستشارين و أخري من المساعدين,وأدخلت البلاد في أتون نزاعات لم يعرف حين منتهاها,الشباب يالبشير يدعوك ان تتنحي قبل أن تنزلق البلد الي مستنقع التفجيرات والإحتراق,يجب ألاّ تغامر بهذا الوطن العظيم,فأنت مدين له بالكثير,فكفي ضيماً,هل يهون عليك التسبب في إحراق وطناً أهداك قصراً تسود فيه؟هل يعز عليك التضحية من أجل وطناً قدم لثورتك الآلاف من فلذات أكباده؟لا أظنك أن تكون بهكذا أثرة ونرجسية وأنانية!
الشباب اليوم يا عمر! لا يحتاجون الي تعبئةالرؤوس في المساجد لإفراغها في ساحات الإحتشاد التي لايأتوها إلا كرها وإرغاماً! الشباب اليوم يحتاجون الي برنامج عمل واضح يلبي متطلباتهم وانت عجزت أن ذلك علي مدي عشرون عاماً لم نعرف فيها سوي القتل والمظاهرات والجور والصلف والاختلاس والمجاعات,الشباب اليوم ياعمر بحاجة الي رئيس شاب متسامح مع نفسه أولاً كفؤ مقتدر ذونظرة ثاقبة للمستقبل,يحتاج الي رئيس تكون له صفحة علي الفيس بووك وله موقع إليكتروني يستقبل فيه شكاوي الشباب  ويتفاعل مع قضاياهم ولاتكون له رغبة في (الكنكشة)علي مقاليد السلطة,نحتاج الي رئيس يحكمنا بعقله لا بقلبه,رئيس متحرر من ربقة العواطف عند اتخاذ القرارات,
سيدي ,إذا جال بخلد-وهذا هوالارجح-بأنك الرجل الوحيد الذي قادر علي حكم السودان,فتأكد أن ذلك أحد هلاويس الشيخوخة التي أنشبت مقالبها عليك,هناك الكثيرون الأكثر تأهيلاً وألذين أنفع لك وللبلد أن يتولوا الحكم فيها,
***ختاماً ...وأنت تحتفي ومن بقي علي قيد الحياة من اعضاء ثورتكم بمرور عشرون عاماً ,أرجو أن يكون الإحتفال هذه السنة مختلفاً بعض الشئ, وذلك بتغيير في طريقة الإحتفال ,,فبدلاً عن تبادل التهاني قرروا أن تعتذروا لكل الشعب السوداني ,أولاً علي ما جنيتموه عليه بإنقلابكم هذا في مثل يومكم هذا.ثانياً الإعتذار علي ما ازهقتم من أرواح بريئة,ثالثاً الإعتذار علي التجويع والتهميش والسجن المعارضين وتعذيبهم.وبدلاً عن لبس الجلابيب البيضاء والعمامات الكبيرة,أرجو أن توحدوا زيكم فتتهندموا ببذل سوداء كدلالة علي حدادكم علي الحقب الدموية الماضية.
وأخيراً ...فكروا مليّاً في متي تتخلوا عن السلطة فقد حكمتم مافيه الكفاية, ولعل ماتبقي لكم من العمر لايساوي حتي سنينكم التي قضيتموها في بهو القصر الجمهوري ,فحاولوا استثمارها في المساجد والتمتّع بالحج والعمرة ومواصلة الأهل والأصدقاء وكتابة السيرة الذاتية والإستشفاء بالأردن والسياحة في البجراويةوالدندر!!! 

2 comments:

  1. أخي لطيف حياك الله وألف مبروك بمناسبة تدشينك لمدونتك الأنيقة.بخصوص القضايا والرسالة المفتوحة فهي بحق مايعبر عما يدور بدواخلنا.
    ومزيدا من التقدم ..........

    حمد جاويش

    ReplyDelete
  2. شكراً عزيزي حمد جاويش وآسف علي التأخر في الرد.
    ارجو ان تترك لي بريدك لأني لم اقم بتضمينه في القائمة حتي ياتيك ما اكتبه حالما اكتب.

    ReplyDelete

حبابك عشرة