Pages

Saturday, March 20, 2010

ثورة الملائـكــة..


 
يقول الشابي في ملحمته(الحياة):
إذا الشعب يوماً أراد الحياة ..فلا بد أن يستجيب القد
ولا بدّ للــــــيل أن ينجلي ..   ولابدّ للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة..تبخّر في جوها إندثـر
ويستمر الشابي الي أن يأتي للأبيات:
إذا ما طمحت إلي غايــــــة..    ركبت المني ونسيت الحذر
ومن لا يحب صعود الجبال..يعش أبد الدهور بين الحفــر
لا شك أن للحركة الشعبية القدح المعلي،في كسر جمود العمل السياسي الذي إستطال لما ينيف عن العقدين من الزمان،فهي لها الحمد آلاف والشكر أضعاف،في جلبها للحريات من بين فكي وحش الإنقاذ، وحمدنا وشكرنا للحركة الشعبية ينبغي أن يأتي عبر صناديق الإقتراع ،وبهذا يكون الشكر الي الوطن.
إنّ الإضراب( العام) الذي ينفذه الأطباء هذه الأيام لهو أبلغ دليلاً علي أنّ العقل السوداني قد بدا يستفيق من نوم أو بالأحري (تنويم)عميق  شٌلّت خلاله كل مكامن الشجاعة والتفكير في المطالبة بالحقوق المسلوبة، وأن هذا الإضراب البطولي لهو بمثابة رجوع ل(الأنسنة) الي الشخصية السودانية التي جردتها الإنقاذ منها منذ عشرون عاماً!
الأطباء الأجلاء ،انتم تشخّصون الأدواء التي في جسومنا ،فتقررون لنا الدواء فنتشافي،وها انتم أولاء ،اليوم تشخّصون العلة وتحددون مبضع الألم ،وتشرعون-مشكورين- في بلثمته بعقولكم النيرة . نعم أنكم قد تضررتم كثيراً من الوضع المزري لبيئة العمل الطاردة ،وسط ظروف فقر قاهرة وخلاء فاحش،لقاء أجر زهيد لا يفي بالمتطلبات الشخصية ناهيك عن حاجيات الأسرة التي أنفقت كل غالٍ  بغية تأهيلكم، وما يزيد من تفاقم الأمر هو تغول الأجهزة الأمنية وتخلخلها وسطكم لطرد كل من يحاول اثارة قضية الإصلاح.إن العالم اليوم لا تحكمه الحكومات بأجهزتها الأمنية، بل من يحكمه ويتحكم فيه هو الشعب،ممثلاً في  الأوساط النخبوية للاعلام ومنظمات المجتمع المدني وصحافة وبقية النقابات العمالية،
وأمضي أسلحة هذه النقابات وأكثرها فتكاً هو الإضراب، فهذا السلاح تهابه كل الحكومات والأنظمة، لأنه -بالضرورة- يقود الي تنوير الشارع بالقضية الحقيقية للمضربيين، ما يؤدي الي إنتفاض الشعب في تيار جارف يفضي الي سقوط الحكومة وتنصيب أخري بديلة لها، وهذه التي تأتي ستضع مشكلة الحقوق نصب عينيها تفادياً لما لحق بسابقتها.
اعزائي ، انتم علي الجانب الصحيح من الطريق، فلطالما ،نحن شعب اراد الحياة (المسلوبة) فلا محيد أو مناص من أن نستجيب القدر، ولا بد ان نجلي ليل الخوف والوهن (الطوييل) الذي يلُف حيواتنا ومصائرنا.
عملكم هذا يجب ان يكون الحذاء المحتذي لكل النقابات السودانية الأخري، من تعليم ومحامين الي المهندسين،مروراً بالمصرفيين،وصولاً الي سودان تحكمه النقابات الشعبوية.
إخوتي ،قد آن لنا أن نصير أحراراً مثل بقية الشعوب الأخري، فحتي الأخوة في مصر-المحكومة أوتوقراطياً-لهم نقابات مستقلة فاعلة قادرة علي تسيير أمورها ،وقادرة علي تعبئة الشعب ضد الحكومة، فما الذي يجعلنا أن تقهقر ونعيش أقزاماً ابدياً(بين الحفر)؟ أيشق علينا صعود الجبال للحاق بركب من سبقنا؟ هل نحن أقزام؟
لكم التحية جميعاً أيها الأبطال ،
وخصوصاً للسيد/احمد الأبوابي ،منسق الحملة،
كما ادعو السيدة /ناهد محمد الحسن الي فك الإضراب عن الطعام،حفاظاً علي روحها، واتمني أن لا تتقدم خطاها عن خطي زملائها.

1 comment:

  1. مساء الخير
    وصلت الى مدونتك فى اطار جولة لاستكشاف المدونات السودانية
    وقد سعدت بهذه المدونة المفكرة التى تاقش هموم الوطن وتعكس شيئا من تطلعات السودانيين فى حياة محترمة
    تحياتى

    ReplyDelete

حبابك عشرة