Pages

Tuesday, March 02, 2010

إنتخابات السودان...البارود داخل البيوت

في غمرة إهتمام الشعب السوداني-التائق للحرية-بمجريات الحملة الإنتخابية،وفي خضم انشغال القوي السياسية ببرامجها الإنتخابية تحضيراً للإنتخابات المزمع إجراؤها في أبريل/نيسان المقبل،والحال كذلك،هاهو حزب المؤتمر الوطني(القابض علي عنق الدولة السودانية بيدان من حديد) يجري حملتين انتخابيتين-بشكل يختلف عن برامج الآخرين في الشكل والمضمون وحتي الإخراج- في آن واحد،أما حملته  الأولي فهي تسخيره لكافة اجهزة الدولة وممتلكات الشعب لحملته الإنتخابية  ابتغاء  الفوز بالانتخابات القادمة بقوة المال  علي الأقل ،فأهل (الأيكة ) أولاء  إعتادوا علي المكوث في السلطة  اعتياداً  بات معه  يشق ويصعب علي من هم علي  شاكلة  السيد/ نافع علي تافع  الوثوق  في امكانية  تدبر حيواتهم  بدون أموال الشعب ( المنهوبة)، أو القيام  بجمع ارزاق عيالهم  من غير الإمتصاص في ضرع(الوطن)  المترع باللبن ،و الذي ظل اصحاب المشروع الحضاري يرضعون فيه علي مدي عشرين عاماً  دون صوم  أو توقف!!
لكن المؤتمر الوطني وفي سبيل تهربه من هذا الإستحقاق السياسي الذي يات وشيكاً، فإنه  لم يقف علي استغلال أموال الدولة فحسب، بل الأمر تعداه الي أبعد من ذلك باشواط ومراحل!! فقد قام المؤتمر الوطني بالتجهيزات الكاملة  لسيناريو ما بعد اعلان نتيجة الإنتخابات وتبعاته التي  مفتوحة الإحتمالات،،
، لا تخالني-عزيزي القارئ- أشير الي تصريحات المشير البشير التي قال بها في استاد المريخ (بأنهم لا ينتظرون يوم النتيجة الإنتخابية، بل انهم يعملون و ينتظرون يوم الحساب)!!، ولا تظنن بأني بصدد الحديث عن ترهات وشطحات السيد نافع علي نافع، التي جاء فيها بأنهم يعرفون ان هناك جهات-لا ترغب في التحول الديموقراطي- ولذلك تعمل علي افشال الإنتخابات وانهم جاهزون لأي سيناريو محتمل، فكل هذه محض أقوال اعتدنا علي سماعها طوال سني هذه الجبهة العجاف، لكن المريع و المخيف جدا هو التالي:الأن الخرطوم تنام علي فوهة سلاح، وهذا السلاح اجتهدت ماكينات التصنيع الحربي السوداني ،من مصنع اليرموك الي مصنع ابراهيم شمس وخيرها، في  توفير بعضه أما الجزء الآخر فتم استجلابه من جمهورية ايران (الإسلامية) وجمهورية الصين الشعبية و لعل من نافلة القول  أن اشير الي أن هذان الدولتان بهما ديكتاتوريتان(شيوعية واخري اسلامية) لا يباليان كثيراً في قتل وابادة من قال لا للاستبداد!! ودونكم قمع السلطات الصينية لأقلية الأيغور المسلمةفي مايو/أيار العام 2009م  وقتلت مايزيد عن 600ايغوري وجرحت الآلاف منهم!! وفي ايران وبعد شهر واحد  أي في شهر يونيو/حزيران من نفس العام وغداة انتخاب محموداحمدي نجاد-تجاوزاً-لدورة رئاسية جديدة خرج الشعب الأيراني مندداً بتزوير الإنتخابات، فإنقضّت عليه ديكتاتورية الملالي الإسلامية وقتلت منهم قرابة المائة واعتقلت اضعاف ذلك وحتي يقبعون داخل زنازين قوات الباسيج والحرس الثوري.
وبالأمس القريب اكملت طوافي بكل مدن ولاية الخرطوم متفقداً اصحاب لي بعد غيبة عنهم، ولكن الذي اغلقني هو ذاك الحديث الخافت المستعلن الذي تلوكه افواه سكان مدينة الخرطوم، إذ أن الحكومة أمدت كافة منسوبيها بالأسلحة والأعتدة الحربية انتظاراً لموعد الحســــــــــاب المعلوم!! ففي ضاحية الحاج يوسف دلفتُ -بغتة- الي منزل احد معارفي وهو ينتمي الي من يسمون برجال  اللجان الشعبية(وهم عيون المؤتمر الوطني بالأحياء السكنية)،فأدركتُ  صاحبنا  يوضب في لبسة الكاكي (المبرقع)وبجانبه سلاح من نوع الرشاش (كلاشنكوف) بكامل عدته فضلاً عن شنطة عسكرية لا ادري ما بداخلها، ولأني أعرفه وهو مواطن مدني غير عسكري،بادرته سائلاً عن ماهية هذه المعدات الحربية وكبفبة حصوله عليها؟فرد لي-صاحبنا- باقتضاب مصحوبة بنظرتهم المعهودة قائلاً:البارود دخل البيوت!! فأطرقتُ برهة احلل معني ذلك القول والنظرة القوية تلك، ثم عاودتُ اسائله عما هو متعلّق بالإنتخابات ،فكان جل ردوده بالطريقة المطرّزة ببعض الآيّ القرآني وأحداديث شريفة، وامضينا نصف ساعة-متكلّم  ومستمع- يعدد ليّ معاني رمز الشجرة، تلك المسكينة التي ذجّوا  بها في خبثهم ذاك،متخذنها  شعاراً لهم ،ولسان حالها يقول (ياليتني أٌبنتٌ في صحراء نجد فمتٌ وكنتٌ نسياً منسيا).وكما هو الحال في مدينة الحاج يوسف ،كذلك الحال في كل مدن الخرطوم بل السودان كله،فصديقي الذي يعيش في أمدرمان أكّد ليّ(فزّاعة) مؤداها أن مدينة (ام درمان) قريباً ستصبح (أم دخان) نسبة للانتشار المهول للسلاح علي ايدي  مدنيون غير صالحين (مليشات المؤتمر الوطني المتناسلة)!!  والمعلوم للجميع أن محليات ولاية الخرطوم أناطت-مؤخرا- بمن يسمون باللجان الشعبية مهمة جمع العوائد من قاطني الأحياء  السكنية، و لعل أصحاب (المشروع الحضاري) أرادوا بذلك ان يتطهروا من رجز (الضرائب والأتاوات والغنائم) في زمن  التعفف الإنتخابي!!،لكن السؤال الملح هو يدور حول سباق التسلح(أحادي الجانب)الذي ينتهجه المؤتمر الوطني في هذا الوقت العصيب،فماذا يريدون بذلك عملاً؟ أهم يريدون  ارهاب المواطنيين بغية التصويت لمرشحيهم؟! ام هم يريد- بذلك التجييش-إبادة المواطنيين الذين سينتفضون استظهارا للغضب علي تزوير اصواتهم وسلب ارادتهم التي سيدلون بها في صناديق التغيير؟!! ولذلك يسعون الي  جعل الخرطوم كما محافظة الأنبار العراقية في العام 2008م؟ حيث كان يديرها أمنياً رجالات (صحوة الأنبار) تلك المليشيا التي جندتها ومولتها القوات الأمريكية  بعد أن استعصت عليها هزيمة (مهووسي القاعدة) فلجأت  الي نظرية ضرب الحجر بمثله،
ومع صحة الإحتمال الأول  أو الأخير أو الإثنان معاً؛ فإن هدف المؤتمر الوطني وقمة غايته هي حماية الإرهاب من الديمقراطية ،وليس حماية الناس والديمقراطية من الإرهاب والموت كما تفعل القوات الأمريكية في العراق أو اقليم الشمال الغربي في الباكستان. وهاهي  نمازج الحلقة الأخيرة في مسلسل الإنتخابات اخذت تظهر للعيان من تمبول ، إذ قام حزب المؤتمر الوطني  بالضرب  علي مؤيدي الإتحادي الأصل وتهشيم زجاج سياراتهم،اثناء خروجهم في مسيرة سلمية، لكن هذه المرة بأسلحة تقليدية !!!،
 و حكاية تسليح المدنيين هذه  تذكرني بطرفة حكاها لي أحد الأصدقاء و كان هو موظفاً جديداً في مكتب اراضي مدينتي الشجرة واللاماب، وعندما هاجمت قوات الدكتور خليل؛ مدينة امدرمان في شهر مايو/ايار2008م قام كل الموظفون بالدخول في مخزن كانت مفاتيحه بيد المدير الذي فتحه بنفسه وسلّح جنوده،وبعيد دقائق  أتوا محمليين باسلحة كلاشنكف وتوابعها من خزن وكفوف،ودٌهش صديقي لذلك الأمر ،فتوجّه بسؤال لاحد الموظفيين :من اين لكم بهذا السلاح؟ فما كان من الموظف إلا أن يتجاهله ويذهب ليثرثر لمديره عن ضرورة ابعاد صديقي (السؤول)،فاستدعاه المدير قائلاً له الأية(لا تسألوا عن اشياء تبدوا لكم تسؤكم...) فقبل صاحبنا النصح الموجز المبطن بالثبور والويل وخرج منكس الرأس!!
عزيزي القارئ ،علك تذكر ما لحق بشعب دولة كينيا المجاورة في العام 2008م من مجازر بشعة عشية اعلان النتائج الإنتخابية التي جرت في ذلك العام،وحتي الآن الجناة يتسنمون مناصب عالية في السلطة ولم يقدموا للعدالة ،الأمر الذي عدته جهات عديدة بأنه قنبلة موقوتة سيحين موعد انفجارها مالم يقدم الجناة للمحاكمة،ونحن مقبلون علي ذات السيناريو الحزين، فالمؤتمر الوطني الذي يغامر رئيسه بالوطن ويتشبث و(يكنكش) بحبال السلطة بغية المفازة من العدالة، هاهو يعمل جاهداً علي تمزيق السودان حال خروجه مهزوماً من الإنتخابات(بالتزوير أو الإقتتال)،وهاهي التقارير تشير الي أن أناس  كثر(من المؤتمر الوطني) أخذوا يبعدون زويهم واقاربهم الي دول أمنة وبعيدة عن عواقب الإنتخابات،والويل للمواطنيين للمساكين!!، و بحسب بيان لجنة الأحزاب السياسية الوطنية الداعي تأجيل الإنتخابات لأسباب أمنية وسياسية معرقلة للعملية الإنتخابات،فقد اشار البيان الي أن هناك مجموعة سلاح تم ادخالها الي الخرطوم،كما أن بعض الأسر المقربة من المؤتمر الوطني بدت بالسفر خارج الخرطوم.
وهذا السفر ستزداد وتيرته عقب الفراغ من الإمتحانات التي ستجري في مارس/ازار الحالي وكل ذلك دليل علي نية المؤتمر الوطني المبيتة لإشعال الحرب.
ايها الشباب هلموا لنجمع البطالة والظلم والخوف والجوع والجهل والقتل والإستبداد ونرمي بها في المزبلة لحرقها، ولنغيّر الواقع الي افضل،فالتغيير بأيدينا ..

No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة