Pages

Friday, July 30, 2010

الزعيم جون قرنق...انت الوطن والسلام والوحدة الجاذبة

يمر الشعب السوداني  هذه الايام بأمرّ  ذكري يمكن أن يتصورمرارتها الإنسان..ذكري قاتلة لكل من اصابته ،الا وهي ذكري رحيل المفكر والزعيم الدكتور /جون قرنق ديمبيور ، ذلك الرجل الذي ناضل فكرياً وبدنياً معظم الحكومات السودانية الفاشلة، ولم تثبط عزيمته الراسخة ولم تنهار افكاره الوطنية النيرة فحارب وقاتل بكل شراسة وضراوة فانتصر علي كل الحكومات السودانية،واخيراً ارغم حكومة البشير(الجهادية) علي القبول باتفاقية  السلام الشامل التي تدعو الي أنسنة الشعب السوداني وتحريره من ارباق الأباطيل والتضليل والتخلّف والإنقياد-بسلاسة-لأهواء وشهوات اناس معتوهين،لا هم لهم سوي افناء الشباب في حروب عقائدية قذرة ومن ثم  اقامة حفلات وكرنفالات  مايسمونه بعرس الشهيد،ويكون   الإستلذاذ بمتاع   الدنيا من نصيبهم هم وفقط هم!
البطل الدكتور جون قرنق شخص يجب أن يكون له يوماً وطنياً بل عالمياً كما للزعيم الأفريقي الآخر نيلسون مانديلا ، فمن واجبنا الوطني والأخلاقي وعرفاناً لهذا الرجل الذي بذل شبابه وفكره وعلمه ثم جاد لنا بروحه من أجل ان يحيا السودان ان نمجّد ذكراه، أليس حريّاً بنا أن نحتد ونلبس السواد في هذا اليوم؟ اوليس من حق قرنق علينا أن نجدد المطالبة بفتح ملف تحقيق لكشف طلاسم مقتله وتشكيل محكمة دولية لمحاكمة المجرمين أياً كانوا؟
لماذا نحن السودانيين،دأبنا لا نجازي الأبطال الحقيقيين إلا النسيان ، بينما نحتفي باناس نكرات هوية،  لا يمتون للبطولة بصلة؟ 
إنّ مرور الذكري التراجيدية للمفكر قرنق في هذا الظرف الذي تمر به بلادنا يأخذنا للوقوف كثيراً في سيرة هذا الرجل الذي كاد أن يصنع لنا الوطن الذي يجب أن نعيش فيه،وكاد أن يكمل انسنة ال(زول) السوداني ليصيره بشراً سويّاً، لكن ويا للاسف فإنّ من قتلوا مليوني شخص من الشعب الجنوبي وشردوا مليوناً اخراً والآن اكملوا قتل مايربو علي الثلاثة مائة نفس من شعب دارفور وشردوا مايزيد عن المليونين ،فحتماً  هؤلاء لا يرغبون في استمرار حياة من يحب الخير و الحياة للآخرين .
فلو كان قرنق موجداً اليوم بيننا لحٌلت جل الأزمات والمشاكل السياسية والإجتماعية، والتي بفقده جعلت السودان يبدو كما لو أنه قشة تتقاذفها امواج عاتية.
حياة قرنق لو بقي،  تعني تطبيق افكاره التي تؤدي الي وطن واحد،سلام دائم، وسودان نضر ، لكن الآن نحن-للاسف-فقدنا كل هذا، بل و نستشرف الوصول الي طريق متفرعة، والتي  تفضي بنا-بالضرورة-في احسن الظروف الي دولتين متناحرتين لا تجمع بينهما إلا بعض حزازات ماضية و مرارات  راهنة سرعان ما تتحول الي وقود لحرب بتروايديولوجية لاتبقي ولا تذر..

كان جون قرنق وحده يمثل الوحدة الجاذبة التي طفق الآن بعض المنافقين  يشنفون بها مسامع الناس، وبموته ذهبت كلمة جاذبة ادراج الرياح، أما عبارة (الوحدة)فبقيت في طيات الأمال الي أن جاء عفريت الإنتخابات فأكلها، ولم يترك منها سوي الفراء والأظلاف وبهذه-فقط- تتعلق الآن امال الواهمين(!) 
استفيقوا ايها الواهمون النائمون، فانّ رهانكم علي الوحدة اشبه مايكون بمن يراهن علي فوز منتخب السودان لكرة القدم علي  نظيره منتخب اسبانيا بطل العالم.


والسلام و التحية علي روحك ايها البطل الملهم.