Pages

Saturday, July 16, 2011

عن خطاب المشير البشير

خطب البشير في البرلمان، مدشناً ما اسموه بالجمهورية الثانية في السودان،بعد انفصال جنوب السودان، وكعادته افاض البشير بسيل من الوعود والتعهدات والاماني والتوهمات و(الكضب) الذي عهدناه من هذا المشير البشير، لكن ما استرعي انتباه  العديد من السودانيين هو  تلك الإستجابة الفورية- التي اعقبت او تزامنت مع خطاب البشير-وقضي بموجبها اخلاء سبيل بعض من السياسيين من ابناء دارفور الذين كانوا يقبعون في معتقلات جهاز الأمن والمخابرات، حيث تم الإفراج عن ستين معتقلاً  بحسب جهاز الأمن والحكومة،وما يسلفت النظر ويسترعي الإنتباه في هذا الأمر هو الفورية والعجالة التي تم بها تطبيق كلام الرئيس، فقد ساد في اوساطنا وترسخ لدينا في الماضي أن ما يصدره الرئيس البشير من قرارت لا تلقي ادني اهتمام من جهاز الأمن وبعض الجهات النافذة  ناهيك عن التنفيذ وخصوصاً اذا ما كانت هذه القرارات لاتلاقي هوي لدي الجهات المذكورة‘ وقد تسعي هذه الجهات الي (تنفيس) القرار بدلاً عن تنفيذه! ومع ذلك لا يأبه البشير بما يحدث لقراراته، حتي بات الناس الذين عاصروا عهد جعفر نميري وعايشوا انضباط قراراته ودقة تنفيذها  يتساءلون:من هو الرئيس؟!
صبيحة اليوم التالي لخطاب الرئيس خرجت علينا صحف الخرطوم-ومعظمها مملوك لرجال المؤتمر الوطني او تتلقي التمويل واموال التسيير من وزارة الإعلام مباشرة ويتم تعيين رؤساء التحرير فيها من قبل امانة الإعلام بحزب المؤتمر الوطني- خرجت علينا  بمانشيتات عريضة تحدثنا عن خلو زنازين ومعتقلات اجهزة الأمن عن كل سجناء السياسة!!! وفي الوقت نفسه هم يتحدثون عن ستين شخصاً تم الإفراج عنهم، وبما عن الصحف في الخرطوم لا تختلف عن تلك التي تصدر في مدن اخري كطهران وبكين او كاراكاس او حتي بيونغ يانغ فلذلك لم تهتم بما يعرفه او يتوقعه المواطن البسيط عن اعداد السجناء السياسين داخل زنازين النظام بقدر ما اهتمت هذه الصحف و طبلت واحرقت البخور تملقاً وفرحاً وتشويشاً وتغبيشاً .فهذه الصحف يفرحها كل ما يفرح ويبهج النظام ، ويعكر صفوها كل الذي من شأنه ان يكدر صفو النظام!! فهي نظامية الهوي والهوية.
المواطنون يعرفون الأرقام الحقيقية أو التقريبية للسجناء السياسين داخل سجون النظام ولذلك  لايقتنعون بكلام الجرائد او كلام الرئيس الساااكت دهز هذه السجون لم ولن تستفرغ كل ملؤها قبل ان يرحل هذا النظام الفاسد، لذلك سيقبع القابعون ولسوف يعود من خرج  اليوم الي زنزانته غداً لأن هذا النظام لا يحتمل أن يمارس الناس انشطتهم وبضرورة الحال ما يوفعه المعتقل من تعهد داخل المعتقل بان لا يعاود نشاطه السياسي بعد الإفراج عنه سوف يهد  ! لأنه تعهداً لا يحكمه المنطق او القانون او الشرف، وكل من تعهد بالأمس بأن لا يعاود العمل السياسي المدني المعارض ، بالتأكيد سيضرب بعهدك عرض الحائط ولا يأبه بالعودة الي الزنزانة ثانية.

علي كل ..السجون لا تنتقص من عزيمة الرجال.

No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة