لا لدستور الشريعة الاسلامية

دستور الشريعة الإسلامية الذي يقوم النظام ومجانينه بحياكته الآن سيكون وبالاً علي هذه البلاد المرزية أصلاً  ب(لخاويص)الاسلاميين منذ ما يقرب من ربع قرن من الزمان.فهو بالطبع يسير في الإتجاه المعاكس لمعاهدات منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها التي نحن جزء منها،كما أنه سيكون مخالفاً لدساتير الدنيا التي بسببها نهضت الشعوب وتطورت في السياسة والإقتصاد والإجتماع والبحوث العلمية وابتكارات التكنولوجيا ومن فضلها  نحن نسترفد اليوم  الماء والغذاء والدواء وكل أسباب الحياة. إذن هذا الدستور سيزيدنا تخلفاً علي الذي فينا،ويكمشنا أكثر فأكثر،ويوصد نوافذ الانفتاح والاستثمارات ويمنعنا من التعولم والتفاعل مع الأمم .

الغريب هو أنك تجد في بعض  المنتجات الاستهلاكية المصنّعة محلياً وتعود ملكية معظمها الي رجالات النظام،تجد عبارات من شاكلة(مطابقاً للمواصفات العالمية،..وفق المعايير الاروبية والأمريكية،الحائز علي امتياز الآيزو...وهلمجرا)قد دبجت في مكان بارز علي المنتج، بغية إغراء الشاري وكسبه..لكن يأبي  القوم أولاء  مطابقة دستور حياتنا للمعايير الأروبية والأمريكية،وبدلاً عن ذلك يعايرونه بمقاييس ناموس الحياة الأخرة.

يفتخر الأمريكيون بأن بلادهم هي قائدة العالم ، لكنهم لايردّون ذلك الي ضخامة حجم إقتصادهم أو الي قوة جيشهم أو الي سياستهم الخارجية الخشنة والمرنة في آن، بل يرجحون ذلك الي قوة وحيوية دستورهم التليد الخالد، ويا للعجب! يتكون دستور الدولة العظمي من سبع مواد فقط -7مواد يأخي ومش 7000 مادة- ، ومنذ كتابته في القرن الثامن عشر تم تعديله(25)مرة فقط -تعديل مواد فيه ومش تغييره-، وهو اليوم أقدم وأحدث دستور، ولأنه مستخلص من أفضل عصارات الفسلسفة البشرية ،فإن شعوباً  كثيرة من أقاصي الدنيا -وحباً في الديمقراطية والسلام-قامت بالاقتباس منه في تأسيس دساتيرها.

ما يبعث علي السخرية والشفقة هو تقوّل البشير وجماعته وزعمهم بأنهم سيكتبون لنا دستوراً اسلامياً وسيكون أنموذجاً للعالم! عن أي عالم تتكلمون ايها الرجال المجاهدون؟إن دستوركم هذا مصيره الزوال، لأنه باطل ومن كتبه لايمثلون الشعب وسيذهب معكم -قريباً-الي أركان التاريخ ، فإنه مامن عاقل اليوم وينشد حياة ملؤها العدالة والسلام والتقدم..يرتضي بدستور يعاقب بالقطع والرجم والجلد ويحرّم الابداع والمنطق و الديمقراطية ، وأعلموا هذا إنه في القرن الحادي والعشرين لامكان لدستور يقوم علي افتراض الاعداء افتراضاً و يكرّس نصف ميزانية الشعب لصالح إعداد المجاهدين وقوتهم وخيل ركوبهم ،لمحاربة عدو لاوجود له.