Pages

Wednesday, December 12, 2012

يلاكم..لنبدأ الثورة من دواخلنا


الأصدقاء الأكارم ومعشر القراء الأجلاء.. اليكم جميعاً مني تحايا وسلام..وتقبلوا مني أعتذاراً عن انقطاعي عنكم..اعتذاراً مشفوعاً بخالص اشواقي..ومعمداً بدماء شهدائنا الطاهرة التي أراقها نظام الموت والجوع والأزمات غير المحدودة..

وهناك حقيقة  ياسادتي وسيداتي لابد من القول بها..وهي  أن نظام المجرم البشير كان قد تأكد له تماماً أن أيام حكمه ولياليها قد أنتهت منذ زمن ليس بالقريب.. وأن جملة من المهددات وأسباب الزوال أخذت تحيق به.فإنكب قادته يفكرون بأمر عائلاتهم وأموالهم التي إكتنزوها من دمنا ولحمنا ومستقبلنا ، و بمصائرهم وملاجئهم المستقبلية وكيفية تجنب مصائر نظرائهم في أنظمة مبارك والقذافي وابن علي..لكن بمرور الوقت استبان قادة النظام أنهم إزاء شعب لا إرادة ولا قيادة له،وأحزاب معارضة أكثر هشاشة من بسكويت القشطة،وجماعات مسلحة تتحارب فيما بينها وتبحث عن سلام مع نظامهم -وهو الذي دفع بها الي حمل البندقية،والحال كذلك فإذا بسفينة القدر ترسو بالاسلاميين  في تونس وليبيا ومصر، الأمر الذي ضخ في شرايين النظام أسباب الثقة فعادوا أكثر صلفاً وتجبراً.

وعلي الرغم من إجماعنا الكلي علي  مواءمة الظروف لإسقاط النظام خلال (سبع) أيام فقط، نسبة لتأييد غالبية أهل السودان لهذا الطرح،وبرغم قراءاتنا المتأنية لنمازج التغيير في تونس وليبيا ومصر وقبلها ثورتي أكتوبر وإبريل، إضافة الي الزيادة الهائلة لمستخدمي شبكة النت-وبخاصة الفئات الشبابية والطلابية- في السودان..إلا أننا لازلنا نجهل أو نتجاهل الكيفية التي بها نسقط النظام.كما أن هناك صراعاً محتدماً مابين ارادتنا من جهة وخوفنا وهمجيتنا في المقابل..وبضرورة الحال  فحيثما ساد الخوف أو الهمجية أو كلاهما..صار النجاح مستحيلا.
وبينما يتساقط الشهداء والجرحي الواحد تلو الأخر وإمتلأت زنازين النظام بالشرفاء، وحال البلد كما شايفين ياسادة، أسوأ من أي وقت..فأنه لابد من وقفة حقيقية ورؤية جديدة لإنجاح الثورة في السودان باسقاط النظام وبناء دولة مدنية حرة،وإلا فالوقت لن يظل منتظراً لنا.ولابد من التغلب علي عوامل  الخوف والانكسار والضعف التي تسكننا أولاً..إذ الوضع بات لايحتمل هكذا تباطؤ وتراخ..فإما موت أو حياة..يلاكم ياشباب لنبدأ بالثورة من دواخلنا..فإنها الثورة الحقيقية التي تشيع الي الجميع و بها سنقنع كل متشكك ومرتاب.فقد آن اوان التخلص من هؤلاء المجرمين.