Pages

Friday, June 22, 2012

جمعة الغضب السوداني


غداً الموعد..موعد ليس ككل المواعيد..انه موعد ميلاد ثورة النيلين..موعد في جمعة جامعة..جمعة غاضبة ساخطة علي نظام الانقاذ..جمعة يخرج فيها الشعب السوداني للتعبير عن رأيه  في نظام البشير وإقتلاع جذوره المتعفنة ..هذه الجمعة هي بمثابة الجمرة الثورية التي تولدت من لدن شرارات وشواظ شبابية وطلابية بدأت مع هبوب رياح الربيع الثوري العربي ،وتعالت وتوالت ضد هذا النظام الفاسد.. ومع ان النظام عمل جاهداً دائباً من أجل انكارها والإفتراء عليها وقتل وسجن واغتصاب كل من شارك/ت فيها طوال السنة والنصف الماضية إلا أن عزم الشعب كان أقوي وأجفي من غطرساته..فأفلحت قاطاعات الشباب والطلاب إضافة الي أفعال النظام نفسه،في ترسيخ حتمية الثورة  لدي الكثير من السودانيين.
واقع الأمر أن النظام يدرك حجم الغضب الذي يكنه له الشعب،ويعرف مدي خطورة هذه الجمعة عليه،ولذلك فثمة مايتوجب علينا وضعه في الإعتبار ونحن نستعد لهذه الملحمة الثورية..بداية إن النظام لن يستقبلنا بالورود،لكنه سوف يحشد أكبر عدد  من جنوده وربّاطته ويزودهم بكل ماملك من  أدوات بطش وسهق ، و(كمان) يجب أن نتوقع منهم استخدام الزخيرة الحية ضدنا،فهم-كما تعلمون- لايتوانون في قتل كل من يحاول  المساس بكراسيهم،  الي ذلك يجب ألا نستبعد وجود قناصة متمركزين في أسطح بعيدة يصطادونا من أسطح المنازل لما لا،وهذا النظام هو يقتدي ويعتز كثيراً بأصدقائه في سوريا وايران والصين وروسيا..

لكن في المقابل ..يجب أن نعرف بأن مايدفعنا  للثورة أقوي مما يدفع النظام لبطشنا،فلنا مبادئ وقيم وحقوق إنسانية عظيمة-مسلوبة- خرجنا من أجل استردادها،ويجب أن نمتلئ ثقة واعتداد واعتزاز فنحن أقوي وأقوم من الظالمين..لأننا محقيين بينما هم دعاة باطل وكهنة ظلم..ويجب أن نتعبأ فخراً ومجداً لأننا سليل أبطال ثورتي اكتوبر وابريل الخالدتين..وينبغي أن نستحضر حقيقة أن الخوف من الموت لن يأجله أو يمنعه..والأهم من هذا كله هو ضرورة أن ندرك حقيقة أننا نقابل نظاماً مهزوزاً بالأزمات،ومتصدعاً ومشروخاً داخلياً، ومنبوذاً ومحاصر من الخارج،وهو  يهاب ثورتنا لأنها سوف تفجر في داخله ثورات،ولو أننا استطعنا أن نصبر  ونتجلد لمدة يوم واحد ضد النظام..فتأكدوا من أننا حققنا الإنتصار وظفرنا..