Pages

Saturday, August 22, 2009

الصحافية البطلة/لبني تتحدث لمجلة النيوزويك

من الرقابة القبلية علي الدوريات اليومية والصحافة المحلية المعارضة لها،هاهي اليوم أجهزة الأمن-ساعدالحكومةالمخرّب- تقوم بفرض الرقابة علي المجلات والصحف العالمية التي تدخل البلاد فتقوم بتمذيقها،وإقتطاع الصفحات التي تحتوي علي مقالات تنتقد الحكومة،أو تضع الأمور علي نصابها وتبين الحقيقة للرأي العام العالمي، كل هذه الأفاعيل تتخذ بغية الإبقاء علي تغييب الحقيقة التي أفلت مع أفول أختها( الحرية)التي قام الإنقلابيون بخنقها،ودق أسافين الموت في إحشائها منذ عقدين من الزمان. دأبت وآخرون كثر، علي الكتابة في النسخةالعربية من مجلة ال(نيوزويك)الأمريكية المنشأ،والتي تصدر طبعتها العربية من دولة الكويت(الديمقراطية بالمقارنة)وهذه المجلة وبحكم موضوعيتها وحياديتها التي تخرج بها من سنابك المطبعة، دون رتوش أو شروخ،أصبحت -في وقت قريب جداً -المجلة رقم واحد من بين مثيلاتها في الوطن العربي(من المحيط الي الخليج)و لعمركم! هذه لمفخرة لدولة الكويت. ومن المسلم به بالقطع، إننا في السودان لم نصل بعد الي مرقي صناعة الصحافة والمجلات التي تشارك في اعادة صناعة الوعي السوداني(المشوه)!،وأن الذي يوجد عندنا-الآن- لهو بمثابة عشرة وريقات نسخّرها للتكسب المادي فقط ،من خلال إمتداح الحكومة والتطبيل لها و توثيق محاسنهاومآثرها-المزيفة- والدفاع عنها وتغطيةسوءتها وفاضح أعمالها،أو من خلال الإعلانات التي جلها يذهب باتجاه تزيين وجه الحكومة القبيح، بإضفاء بعض المكياجات عليه. فكل الجرائد التي تتراءى أمام ناظري من يمر بطرقات الخرطوم، ماهي إلا صحائف للمدح مقابل المال، ويسيطر علي هذه الصحافة بعض المتملقين البيروقراطيين،الذين يتزلفون القربي الي الحكومة ويتفنون ويتبارون في رتق الكلمات ونثرها درراً من أجل عطاء أو دعوة لحضور عشاءفاخر بدار أحد الرموز الحكومية. وأما تلك الصحف(التي لاتتجاوز اصبع المجذّم عددا) والتي تتجرأ لقول الحق فيكون مصيرها الحذف الكامل لمعظم أعمدتها ومقالاتهاوايداع اصحابها في غياهب السجون لشهور أو سنون مع نصب المكائد والشراك لكل من لم يستطيعوا الإتيان به الي السجن. وتفادياً للمصادرة كلية أو جزئياً،درجت الصحف المستقلة الي الغوص في الهامشيات والأخبار غير المهمة،وعزفت عن الكتابة عن الموضوعات التي تجعلها عرضة للمصادرة أو الحذف الجزئي ودونكم صحيفة أجراس الحرية المستقلة. صبيحة الخميس الماضي كنت قد اتيت الي السوق العربي بوسط مدينةالخرطوم بغية إقتناء مجلة النيوزويك،التي أنتظرها في تلهف مميت،حتي إذا ما رأيتها تلقفتها عيناي قبل يداي،فأتريقها قبل كل شئ حتي كوب الشاي-الذي اتناوله مع الفجرية-قد يجد نفسه مسبوقاً بشي أهم منه.لكن للأسف! هذه المرة ليست ككل المرات،فقد فوجئت-كمابقية الأصدقاء الذين إتصلوا بي- فوجئنا جميعاً بأن المجلة الأولي قد تم إقتصاص بعض صفحاتها من قبل أجهزة الأمن!أما السبب فهو حوار قامت المجلة بإجرائه مع الأستاذ/لبني الحسين في باب الكلمة الأخيرة،ومقال آخر للأستاذة هيام المرضي في باب الرسائل. المرصدالحر،تأسف لما حصل،وتتقدم لأسرة التحرير بمجلة النيوزويك بعميق الإعتذار.كما أنها تدعو القراء الكرام-ونسبة للوضع السائد- تدعوهم(وتستجداهم) التخلي التام عن شراء هذا الكلام المبتور،وتناشدهم بالتوجه فوراً صوب منصات الكيبورت،لمطالعة الخبر علي عواهنه، هلم لنثبت لهم حقيقة أن عصر التعتيم قد ولي والي الأبد،أقبلوا علي مقاهي الإنترنت، رغم قلتها لكنها الأفضل لكم يا-عزاكم الله- لاتركنوا الي الإكتفاء بنصف الحقيقة. وسأقوم-الآن- بنشر كل من المقابلة والمقال -المحذوفين من قبل قوات الأمن- علي صفحات مدونة المرصد الحر،وهذه رسالة أوجهها لكل من قرأ هذين المقالين،أرجو ان تقوم بإقتباسهما ونشرهما علي موقعك،وهذا من أجل إيصال الحقيقة. أما لمن يريد أن أذوده بعنوان مجلة النيوزويك فهو التالي www.newsweek-arabic.com وهذا هو اللقاء الذي تم مع البطلة لبني:نقلاً من موقع مجلة نيوزوييك اأتحدى كل الإسلاميين.. من الصادق المهدي المعتدل وحتى أسامة بن لادن إثبات أن جلد النساء من الإسلام» «لن أصمت.. فليجلدوني» كتب:لبنى الحسين تبدو حكاية الصحافية السودانية لبنى الحسين، ابنة الـ36 عاما، عبثية. ففي الرابع من يوليو الماضي، حضرت لبنى حفلا في مطعم بقلب العاصمة السودانية الخرطوم، مرتدية بنطلونا وقميصا فضفاضا يصل إلى ما فوق ركبتيها ووشاحا طويلا. كانت صالة المطعم تضم أكثر من 300 شخص، رجالا ونساء، من مختلف الأعمار. فجأة هجمت مجموعة من أفراد الشرطة السودانية على المطعم، وقبضوا على الفتيات اللائي كن يرتدين البنطلونات، وقادوهن إلى قسم الشرطة، ووجهت لهن تهمة ارتداء زي فاضح، وفقا للمادة 152 من القانون الجنائي السوداني التي تحكم بالجلد والغرامة على من يرتدي مثل هذه الأزياء, ونفذ الحكم الفوري بجلد 10 فتيات. لبنى التي تعمل مسؤولة صحافية في بعثة الأمم المتحدة بالسودان، رفضت الجلد، وتحدت المحكمة، وقدمت استقالتها من عملها الذي يعطيها حصانة ضد المحاكمة، وأعلنت أنها ماضية في مسعاها لإسقاط مواد القانون التي تظلم المرأة وتحط من كرامتها، على الرغم من التهديدات بالقتل التي وصلت إليها. حسن عبدالله من نيوزويك تحدث إلى لبنى عبر الهاتف حول المعركة التي تقودها وأمور أخرى. وهذه مقتطفات: لماذا تحكم المادة 152 من القانون الجنائي بالجلد على من يلبس البنطلون؟ هذه المادة اسمها الأفعال الفاضحة. الزي لا يخضع لأي معيار في القانون السوداني، وإنما الأمر متروك لسلطة النيابة والشرطي الذي يقبض عليك. 12 فتاة كن معي حوكمن وجلد10منهن فوريا ودون محام، المرأة التي تجلد يظل ذلك وصمة عار على جبينها، لأن المجتمع لا يتصور أنه تم جلدها لمجرد ارتدائها بنطلونا. حسن الترابي (زعيم التيار الإسلامي المعارض) وجماعته هم الذين وضعوا هذه القوانين الظالمة، قبل أن ينقلبوا على الانقلاب الذي دبروه، وزعموا أنها قوانين إسلامية. أنا أتحداهم، بداية من المفكر السوداني المعتدل الصادق المهدي وحتى أسامة بن لادن، أن يثبتوا وجود أي علاقة بين هذه القوانين المجحفة والإسلام. هل تتوقعين حكماً قضائيا قاسياً في حقك؟ كل الاحتمالات واردة بالنسبة إلي. أنا مستعدة لمواجهة كل إجراءاتهم، وعندي الرد المناسب لكل قرار يتخذونه. إذا اغتالوني أيضا هناك شخص جاهز للتصرف. لقد أجلوا الحكم في القضية مرتين بزعم التأكد من عدم عملي في الأمم المتحدة، على الرغم من تأكيدي لهم أنني استقلت، وبلا حصانة أممية، وقابلة للمحاكمة والجلد، إن شاؤوا. هل هناك قوانين مماثلة لمثل هذه المادة؟ هناك الكثير من القوانين التي لم تواكب الدستور السوداني لعام 2005، فبعد توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، كان ينبغي أن تعدل كل القوانين لتتواءم مع الدستور الانتقالي، لكن هذا لم يحدث، على الرغم من أننا على مشارف انتهاء الفترة الانتقالية، التي حددتها الاتفاقية. هناك عدد لا يحصى من القوانين التي تخالف الدستور، وكلها تمس حياة السودانيين بشكل مباشر، وهناك مواد تحط من كرامة المرأة السودانية، وتنتهك حرمتها. كم سودانية تم جلدها منذ 20 سنة وحتى الآن؟ حسب بيان صدر الأسبوع قبل الماضي من قبل مجموعة نسائية حقوقية، فإنه تم رفع 43 ألف بلاغ عام 2008 ضد نساء، اتهمن بارتداء ملابس فاضحة وضد الشعور العام، علما بأن كل بلاغ قد يضم امرأة أو خمسا أو 10، ومعظمها تم تنفيذ الجلد فيه. كيف تتم عملية جلد المرأة؟ قبل تداول الهواتف الخليوية ذات الكاميرات في السودان، كان الجلد يتم في ساحة المنطقة، أو فناء الحاكم. لكن بعد انتشار هذه الهواتف، أصبح الجلد يتم داخل قاعة مغلقة. يقوم عدد من الشرطيين الرجال بالإمساك بالمرأة وتوثيقها، حتى لا تحاول الفرار، ثم يتم الجلد بسوط من الجلد يهوي على ظهر المرأة بقوة وبقسوة. ألم يكن من الأفضل أن تتمسكي بحصانة الأمم المتحدة كي لا تجلدي؟ لولا هذا الطريق الذي سلكته لما اهتم أحد بهذه القضية. أنا أضعهم على المحك كي يغيروا هذه القوانين المهينة، السودانيات خرجن إلى الشارع، وهتفن ضد هذا الظلم. المسألة تخص كرامة المرأة، وحقوق المجتمع كله بما في ذلك المرأة، فليجلدوني لكنني لن أسكت حتى تعود للمرأة السودانية كرامتها. لا أتحدى النظام أو الأشخاص وإنما أرفض مواد قانونية ظالمة. لماذا رفضت العفو الرئاسي عنك؟ كما قلت، هناك عشرات الآلاف من السودانيات تم جلدهن، ومثلهن سيتم جلدهن بموجب هذا القانون الظالم، وكل هؤلاء لم يعف عنهن الرئيس (عمر البشير) ولم يسمع بهن، فهل من الأخلاق أن أقبل العفو الرئاسي، فقط، لأنني استطعت كصحافية توصيل صوتي إلى العالم! سأستمر في المعركة حتى النهاية. هل ستســتمرين في ارتداء البنطلون تحديا للشرطة؟ أحدثك الآن وأنا مرتدية البنطلون، الذي اعتقلوني بسببه، أغسله ثم أرتديه. هم يقولون إن البنطلون دخيل على ثقافة السودان، فلماذا إذن يحللونه للرجال، ويحرمونه على النساء، زي المرأة أمر يخص العلاقة بينها وبين ربها، وليس للأنظمة حق التدخل، الحكومات يجب عليها إدخال الأطفال المدارس، والمرضى المستشفيات، لكن لا علاقة لها بإدخال النساء الجنة. وأنا أسأل هؤلاء الحريصين على الإسلام: هل تقديم رشوة لتفادي عقوبة الجلد بعد أن يصدرها القاضي، حلال أم حرام؟. ماذا طبعت بطاقات دعوة للصحافيين والمنتديات لحضور محاكمتك وجلدك؟ بداية أنا أوجه إليكم الدعوة لحضور المحاكمة، والاستماع إلى المناقشات. فعلت ذلك في البداية تجاوزا للرقابة التي منعت الصحف من نشر ما يخص قضيتي، لكن الإنترنت والزملاء الصحافيين والإعلاميين تفاعلوا إيجابيا مع القضية، وحولوها بالفعل إلى قضية رأي عام. تاريخ النشر: الثلاثاء 18/8/2009 حقوق الطبع محفوظة © 2001-2007 www.newsweek.com.kw

1 comment:

  1. كلام في المليان،يا استاذة لبني.أجل فالجماعة ديل كأنهم ضمنوا الجنة لنفوسهم وعايزين يدخلو معاهم بقية الناس وده مجرد تملص من المسؤليات التي يجب ان يقوموا بيها.لتقول الرضوان صور نسخة من الفاتيح واعطاهم اياها.

    ReplyDelete

حبابك عشرة