Pages

Saturday, August 15, 2009

إزدهار بورصات شراء الذمم

بينما يمر العالم بالأزمة المالية الأكبر منذ ثلاثينيات القرن الماضي ،وفيما تتأرجح البورصات العالمية وتترنح جراء الأزمتين المالية والإقتصادية العالميتين،وفيما يتوالي سقوط الاغنياء من العيار الثقيل (الأقلّ ثروة)من -بيل غيتس ووارين بافيت -وتستمر عجلةالإفلاس في الدوران لتشمل أكبر البنوك وأضخم الشركات العابرة للقارات،وبينما يسيطر هبوط اسعار الأسهم وانخفاض المؤشرات في كبريات البورصات (المشكّلة) لإقتصاد العالم بدءً من وول استريت و داوجونز في امريكا،مروراً بالفاينلشال وكاك وداكس في أوروبا.وانتهاءاً بهانسينج وطوكيو في أسيا. رغم كل هذه الأزمات والتهديدات التي تواجه اسواق العالم والمهددة لحالة النمو والإزدهار التي بدت تظهر مع ظهور فجر الألفية الجديد، إلا أن هناك اسواق-رائجة-لم تتأثر-كثيراً-علي الأقل بما يحدث للعالم وترتفع مؤشراتها الي نسب خيالية،، أمسك دماغك عن التفكير-لحظة- ولا تعجل بالتخمين لتقل لي إنها اسواق بائعات الهوي ،ولا يتبادر بزهنك أنني أود الإشارة الي اسوق عصابات المخدرات أو التزوير أو..أو. كلا هذه الأسواق هي أعفن من كل الأنواع المذكورة .إذ أنها تعمل في الإتجار بالذمم والنفاق ويربح اصحابها من وراء أسماء الغلابة الذين يتاجرون بهم أرباح فاحشة،وتدر عليهم تجارتهم هذه اكثر مما تدره أبقار سوق المويلح للماشية من أموال في خزائن مالكيها،إستشري هذا بفضل الأموال والمساكن الطيبة التي يعدّها المؤتمر الوطني للذين يتاجرون بالذمم،وعلي قدر النفاق والمكر في تضليل(الغبش)الكادحين تكون العطايا،تحت الأية المحببة إلي المؤتمر الوطني(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)والمقولة الدارجة(الحشاش يملأ شبكته) للسيد/الصادق المهدي العديد من الطرف والسخريات التي يتندر فيها من حزب المؤتمر الوطني-الذي يدير الآن دفة الأمور في السودان-وهو -أي المؤتمر-الحزب الذي إخترق صفوف حزب الأمة الذي يتزعمه الصادق المهدي،فتمكن منه حتي إنفرط عقده و تشتت رجاله،ويقوم حزب المؤتمر بنثر الأموال نثراً بذخياً في وجوه الأنصار حتي جعل الأقربون من الصادق المهدي يشقون عصا الطاعة ويخرجون من عباءة الحزب(الأمة)مهرولين بإتجاه النادي الكاثوليكي(سابقاً)الذي أصبح المركزالعام للمؤتمر الوطني والذي يربض في شارع أفريقيا، و قد احدث حزب (المؤتمرالوطني) في (الأمة) اخاديداً وأودية وفوارقاً سياسية وإجتماعية وطبقية وقبليةوعرقية تزداد هوتها إتساعاً مع بذوغ شمس كل صباح، وهذه المرارات جعلت من التناهر والعداوة والبغضاء(وداءالضرائر) الصفات الملازمة لأعضاء الحزب العتيق فيما بينهم،بينما ظفر المؤتمر الوطني-بالمال والمناصب فقط-من استدرار ثمار قلوب كل رجالات الأنصار ،وجعل كل واحداً منهم يقول:ليس الأنصار علي شئ ،وأصبح بعضهم يعزف عن ألإفتخار بماضي حزبهم العريق الذي يمثل ثلث تاريخ السودان الحديث!!وحتي رئيس الحزب نفسه وجد نفسه مرغماً علي التوقيع علي اتفاقية التراضي(التراخي)الوطني!!والسبب المال أيضاً،بالإضافة لإنخراط نجلاه في صفوف الجيش الذي يقوده الضباط الذين قلبوا نظام حكمه الديمقراطي!! فضلاً عن إسترداده عقارات وممتلكات كانت قدسلبت منه إبان إنقلاب البشير علي السلطةفي صيف عام 1989م،! هذا المال قد اجتهد السيد المهدي في إسداء النصائح الي المؤتمر الوطني من أجل ايداعه في خزينة الدولة لكنه لم يجد أذناً صاغية، لذا، وجد الإمام نفسه مضطراً للمشاركة في تلفّم الكعكة فوافق علي توقيع اتفاقية التراضي الوطني، ومن الذي جادت به ظرافة المهدي حيال الوطني، تلك النكتةالساخرة التي قال بها لبعض الصحفيين الذين درجوا علي حضور مؤتمراته التي دأب علي عقدها مساء كل أربعاء بداره بامدرمان،ولكن المؤتمرات قد توقفت الآن، لا أعلم لماذا؟هل جاء التوقيف بسبب انشغال المهدي باسفاره الكثيرة؟أم أن للأمر علاقة بهذه الإتفاقيةالملعونة(التراضي/التراخيالوطني)ما نتمناه هو ألاّ يكون الأمام طاوعهم لهذا الحد. نرجع للنكتة،فقد قال الصادق للصحفيين-إثر الإنشقاقات التي إعترت حزبه-قال لهم:أن المؤتمر الوطني أصبح يمارس سياسة أشبه بسياسة(أبوالعفين)،فدهش الحضور مما يقوله المهدي لأنهم لا يعرفون ما نوع تلك السياسة خلعها علي المؤتمر والوطني،بل وما هو ابو العفين في حد ذاته؟، فتوجه أحدهم سائلاً اياه:ماهي سياسة أبوالعفين؟فقال المهدي مع ابتسامة باهتة:إن الشباب القرويون يقنصون-مكلبين-في الليل من اجل اصطياد الرانب والغزلان وكذا،ولكن لو قابلوا أبوالعفين،فقد ساء حظهم ،فأبوالعفين هذا ، حيوان أصغر من الظربان وأكبر من القط،وعندما يداهمه القناصة بكلابهم ويطوقونه فلا يجد مهرب منهم،يقوم باطلاق رائحة كريهة تزكم الأنوف ويصيبم بالخُشام،فيدبر كل من الصيادون وكلابهم ويلوذون بالفرار كل منهم علي إتجاه يبتغي تنفس الصداء،فينتهز(ابوالعفين)الفرصة ليفلت منهم.ويواصل المهدي:أما اوجه الشبه بين الوطني وابي العفين،هو أن الإثنين يعكران الجو،.واما أبوالعفين، فيهرب بعد تشتيت القناصة ،فيما يتربص الوطني بضحاياه فيستغل فرصة التعكير التي إختلقها هو فيعمد الي اصطياد أعضاء الأحزاب الواحد تلو الآخر. ولعلك تري-عزيزي-أن السيد المهدي قد أصاب في هذه المقارنة أيما صواب،وقد نلتمس أنه قد تنبأ بما تؤول اليه المصائر في نهايةالمطاف،وهاهو المهدي قد أصطيد من قبل الوطني الذي افلح-من قبل-في إصطياد السيد مبارك الفاضل الذي أشتراه الوطني فقط بمنصب مساعد الرئيس ولكنه تركه فيما بعد،ويقال ان السبب في مغادرته للقصر هو أن نافع علي نافع-الذي يشغل ذات المنصب الآن-قد قال له الحقيقة عندما سأل الفاضل عن الأموال،فرد عليه النافع:أن الأموال دخلت في صفقات لشراء أمثالك!!،و تمكن الوطني من غصطياد السادة الزهاوي ابراهيم مالك،بابكر نهار،والصادق الهادي المهدي،وكل هؤلاء الآن مستوزرين في حكومة المؤتمر الوطني،وأعضاء فعالين في دوائر الحزب الحاكم مع وقف التنفيذ،لأن الوطني يريد أن يخدع الشعب السوداني بأن حكومته هي حكومة وحدةوطنية وأيه ذلك أن كل نصف الوزراء ينتمون الي أحزاب كانت معرضة للسلطة في السابق،وما يحمل المرء علي التعجب في أمر هؤلاء المصابون بالعطاش (البترودولاري)،هو تغيير واجهتهم السياسية 180درجة،ولنأخذ مثالاً،السيد عبدالله علي مسار،ذاك الرجل الأنصاري المتأصل،الذي وجد أبائه يتلون كتاب محمد أحمدالمهدي أكثر من تلاوتهم للقرآن،ويعتقدون أن المهدي رسول من الله،وحتي في الأدعية التي تقرأ بعد الصلاة تجدهم يذكرون اسم المهدي مقروناً باسم الرسول محمد(ص)ويتضرعون الي الله أن يحشرهم-في الجنة-مع الامام محمد أحمدالمهدي!!.مسار الذي أصبح مستشاراً للبشير،و ورداً علي كرم البشير وتيمناً بإسم الحزب الحاكم قام صاحبنا،بتكوين حزباً (هلامياً) مسمياً إياه(حزب الأمةالوطني)لاحظ(الوطني)!!!!فكل هذه الأحزاب(الامة/الأصلاح والتجديد-القيادة الجماعية/الصلاح والتنمية/الفدرالي/الوطني/والقومي أيضاً، كلها تتبع لحزب المؤتمر للوطني كما هو الحال في تيارات الحزب الإتحادي المسمي بالديمقراطي!الذي قد كتب عن هروله رجاله استاذنا الكاتب مصطفي عبدالعزيزالبطل الذي يبردني علي الدوام بكتاباته-من مهجره بأمريكا-وله الشكر والتقدير، من المسلم به أن المؤتمر الوطني لا يأل شأناً ولا يدخر جهداً ولم يبخل بمال من أجل فت عضد الأحزاب السودانية المعارضة والشريكة له علي حد سواء،ويتخلخل فيها ويفصم عريّها،ويقوم بتشطيرها الي أكوام وشراذم ويضع العراقيل ليثبط عزمها،ومن ثم يمارس سياسته (العفينية)ثم يجاهر بإنضمام كوادر الأحزاب(المفتتة) اليه،وكأنه لا يعلم أن ذلك يفضحهم ويخزيهم أيما خزي أمام عيون جماهير أحزابهم،،لكنه- لربما- يعلم أن ليس لهؤلاء( خشارة الساسة)أي كرامة.وأقول خشارة الساسة،لأنهم ليسوا بالسياسين،لأن السياسي هو ذاك الحاذق الذي يقف أمام مبدأه،ويصمد أمام العاصفةدونما إنحناءة أو استكانة. ومثلما فعل الأستاذ محمدالحسن الأمين،القيادي في الحزب الشعبي والرمز في المؤتمر الوطني الآن ونائب رئيس البرلمان،عشية اشاعة تلك الأراجيف التي تفيد ان الحزب الشعبي كان ضالعاً في التخطيط للإنقلاب عام2005م،وعملاً بنظرية ضرب الحديد وهوساخن،قام صاحبنا-وهواصلاً انتهي من كل شئ مسبقاً- قام باعلان تجميد نشاطه في عضوية الحزب الشعبي، لجهة أن الذي أتي به الشعبي كان عملاً إجرامياً ضد السودان،!!أولم يدر الأستاذ الحسن أن ديدن الحركات الإسلاموية هو الإنقلابات وإشاعةالفوضي،ولا تبالي هذه الحركات بماينجم عن أفاعيلها هذه من إزهاقاً للأرواح البريئةالي زراعة الخوف في قلوب الآمنين من النساء والاطفال ،مروراً بالتسبب في الأزمات الأقتصادية والسياسيةوالإجتماعية؟ولماذا تناسي ان الحزب الوطني من الشعبي ؟وهل بمجيئه هذا يحسب الأمين أن خطاياه قد أغتفرت؟كلا، نعم أن للمال أسحاراً تأخذ بالقلوب(الضعيفة) و تخلب بالبصائر(غيرالنيرة)،لكن ماكان ينبغي له أن يخلع عذارالحياء بتلك الطريقة التراجيديةالقميئة،ويأتي بتلك الحجج الداحضة،ثم يظل سادراً في غيه ولا يبالي بما فعل. وما يجعل الأمور مكشوفة للملأ هو ظهوره علي شاشة التلفاز وتصدر صوره لإفتتاحيات الصحف اللملوكة بالكامل للحزب!،لأن اجهزة الأعلام -وقتذاك-وحتي الأن لا تهتم بأمور من لا يتبعون للحزب الحاكم ولا يخوضون في خوضهم ،وبعيد شهيرات دخل علينا العام 2006م ففوجئنا بالامين،نائباً لرئيس البرلمان،. والمؤتمر الوطني لم ينجٌ اي حزب سوداني من الوقوع في حبائل شراكه،حتي شريكه في الحكم(الحركةالشعبية) قد عبثت أياديه بها،فقد استغل المؤتمرالوطني-هذا دأبه- الفراغ الذي خلفه الراحل جون قرنق ،فغاص في أعماق الجنوب والجنوبيين،فهاهو قد تمكن من جر السياسي الجنوبي المنافق سياسياً،الدكتور لام أكولاجاوين ،ولعل من نافلةالكلام  الإشارة الي أن السيّد/اكول هذا هو صاحب الرقم القياسي -في موسوعةجينيز للأرقام القياسية-من حيث عدد الإتفاقات التي ابرمها مع الأحزاب السودانية،فهو قد انسلخ عن الحركة وجاء الي الخرطوم ومعه أخرون بموجب إتفاقية فشودة في العام 1997م،وصار وزيراً،ثم تنصل عنهم،واتفق مع مكي بلايل وأمين بناني مكونين حزب العدالة،تم ما عتم أن انسلخ منهما،مكوناً حزب عداله باسمه،وفي العام 2003م وما ان تقاربت خطي المتفاوضين في ضاحية نيفاشا الكينية نحو السلام الشامل ،حتي خفت جناحي لام أكول أجاوين صوب مدينة نيروبي بغية الظفر بلقاء القائد جون غرانغ،ولما كان الأخير صاحب ضمير ابيض يصفح عمن أساء اليه ويسمو فوق المرارات الشخصية البينية(فقط) من أجل السودان،فسرعان ما استجاب لدعوة اكول،فانضم أكول الي الحركة الشعبية التي لطالما نالت اعجاب السودانيين والعالم اجمع،بفضل قائدها البطل غرنق،الذي فارق الحياة باعجوبة لم يتم فك طلاسمها بعد،وشغل اكول منصب وزيرالخارجية،ولكنه شعر بغياب كاريزمية قرنق فعمد الي أخدانه الإسلاميين،فتبين للخليفة سلفا كير وصحبه أن الوزير أكول يتلقي التعليمات من النادي الكاثوليكي بشارع المطار!!فتم عزله،ومنذ ذلك الوقت تبع اكول رسمياً الي المؤتمر الوطني،حتي دان موعد الإنتخابات فانسلخ،مكوناً حزباً يحمل اسم الحركة الشعبية/التغيير الديمقراطي!!والسبب واضح،وغني عن النفسير . الكثير من أشباح السياسين يظنون أن البراغماتية تعني أن يتخلي الإنسان عن مبادئه ويتبع أهواءه،وهذه أباطيل سمجة وأضاليل سطحية،ومن يعتد بهكذا أفكار يجب ألاّ يصنف نفسه بأنه سياسي بتةً.لأنه لم يبلغ مرحلة الإحتلام سياسياً،رغم الشيخوخة التي أنشبت مخالبها في وجهه، والمؤتمر الوطني له من الأمانات والاجهزة ما يفوق الإحصاء،ومن ضمن هذه الامانات والجيوب،هناك ماهو سري وما هو مستعلن ،هناك امانة تعمل علي شق الأحزاب واخري تغري المنشقين بالانضمام الي الحزب لقاء مناصب رفيعة وابراج باذخة،وهنالك امانة متخصصة في جلب القرويين وأعيان القبائل-لأن القبيلة والعرق-من أهم الأهميات التي تراعي في كل شئ لدي سياسة الحزب(ذو الطبقات واللوان) ،وتضم كل امانة العديد من الديماغوجيين والمنافين البيروقراطيين،الذين يشترون شيوخ العشائر والطرق الصوفية،فيقوم الشيوخ بحشد أتباعهم ومريديهم من اجل مبايعة الرئيس البشير أو ظله الخفيف جداً نافع علي نافع،ولأن المؤتمر الوطني يتسرول رداء الاسلام،ويسبغ علي شنائعه أيات القرآن من أجل تثبيت شرعيته وسط السودانيين،و قدنجح في تشكيل وعياً سودانياً مشوهاً يسهل اختراقه-فقط- بأيتين من الذكر الحكيم،وحديث نبوي مسنود إخراجه لإبن ماجه أو النسائي، فهناك بعض الاداركات والفهوم الساذجة،قد ترسخت في عقول بعض الرعاع من الناس، والذين يعانون من جدب في الفكر وعجز في إعمال العقل،ونقص في السعةالدماغية، أولئك الذين عشعش الجهل وأباض وأفرخ،و من ضمن هذه الفهوم والمزاعم تلك التي تذهب باتجاه أن المؤتمر الوطني هذا حزباً اسلامياً التوجه والهوي وأن انه يحمي الإسلام ويتقفي خطي الخلافةالإسلامية،ولا يدري هؤلاء أن عباءة الدين التي يتسربل بها إنما هي لخداعم ليس إلا.اسأل نفسك هكذا:ما الذي جعل من معظم الشيوعيين السابقيين مربوبين للمؤتمر الوطني؟؟ أنا يهمني أن يكون المرء شيوعياً أو ليبرالياً،او ما بين ذلك،لكن المهم هو الكف ان الخداع والنفاق السياسيين،لأن الأن قد برح الأمر واستبان لكل من أراد رؤيةالأشياء علي حقيقتها. وماهو سر التقارب بين السودان من جهةوكل الدول الشيوعية(الصين،روسيا،بيلاروسيا،كوبا،فنزويلا وبوليفيا) من جهةأخري؟ يقع فندق المدينة،في وسط الخرطوم-منطقةالسوق العربي،دلفت اليه بغتة مع صديق لي أراد زيارة عماً له،فوجدت بعضهم يحسبل والآخر يكبر ويهلل ،والبعض الآخر يضبر زرمة اوراق يدقق في قراء أسطرها من وراء مقوية نظر أقرب الي قعر كوب الشاي الذي يمسك به منه الي النظارة،ويهم بعضهم بتصفح جريدتي آخرلحظة والرائد المملوكتين للحزب،فيما يتسرخي آخرون علي أرائك متهالكة يشاهدون التعليقات القانونية،والمسيرات التي جرت بالخرطوم إثر توجيه قضاة محكمة الجنايات الدولية الإتهام للبشير بارتكاب جرائم حرب في دارفور،الكل هنا يعتمّون بعمامات بيضاء لا تفارق رؤسهم،خيل اليّ أنهم يظلون متأهبون لأن زائراً قد يحضر اليهم في لحظة. إنهم شيوخ ينتمون الي قبائل المسيرية والرزيقات والتعايشة العربية (الكردودارفورية)،كلهم قد أتوا تلبية لدعوة رسمية قدمت لهم من قبل المؤتمر الوطني،بعضهم اكمل الشهر والشهرين ضيفاً علي هذاالفندق الذي هو بمثابة اللوكاندة،فيغريهم الحزب من أجل حشد اتباعهم لمبايعته،الكل هنا يحاول أن يظهر بأنه الأكثر حاشية وجماهيراً-فقط-من أجل الظفر بمبلغ كبير من الجنيهات،وكلهم قد اجمعوا علي اعلان لالجهاد فور عودتهم الي ديارهم ومن خلال درج الحديث معهم الذي تخللته همهمات بالتكبيرات مصحوبة بحسب خرزات المسبحة(اللعلوبية)فهمت أنهم قد يطلبون الأعتدة العسكرية تأهباً للجهاد إذا أعطيت القوات الأممية المتواجدة بالسودان أي تفويضاً من مجلس الأمن الدولي بالقاء القبض علي البشير لأن البشير-بحسبهم-بريئ،لكن الخواجات يريدون خيرات السودان لذلك لا يجدوا طريق الي مبتغاهم إلاّ بسقوط حكم البشير. هؤلاء الشيوخ يعدون جماهيرهم بالمد ارس والمستشفيات والمياه النظيفة فيحتشد الاهالي لإستقبال الزائر ومبايعته،ثم ما أن يبايع الاهالي المسؤول ويأتي الشيخ الي الخرطوم فيقبض ثمن المبايعة حتي يصبح الوعد مجرد(برق خلّب) الذي يومض فيستبشر الناس خيراً عميم ثم ما يلبث أن يتبخر سحابه مع الرياح.وبهذا إستوطن شيوخ الإهالي فندق المدينة بالكامل ،يأتي هؤلاء ويذهب اولئك، واسبلت الطريق المؤدية اليه بالسابلة من عمد ونظّار وسلاطين يقيمون بالعاصمة ويعملون سماسرة بين مسؤولي المؤتمر الوطني والشيوخ في أسقاع وبوادي السودان.وهكذا استمرار ودواليك،والسوق رائجة ،فينتقل هؤلاء -في ضربةلازب-الي أثرياء ينتمون الي المجتمع المخملي المتنعم(البروجوازي).بينما يظل الكادحون في طبقتهم تلك(البلوريتاريا)لا يستطعيون الحصول-حتي- علي الماء النظيف،. التجارة بالذمم وشراء الولاءات شئ مبغوض ولا يشبه الممارسةالسياسية النزيهة الصرفة.فيا أيها المتاجرون بالذمم كفوا عن هذه الممارسات الخسيسة الدنيئة التي تنافي القرن الحادي والعشرين ، هل يروق للشيوخ الاجلاء السماح للمؤتمر الوطني أن يعفّر ويمرّغ كرامتهم وكرامةأهلهم في التراب بهكذا إذلال؟ هل يقبل الحر عزيز النفس بهذه المسخرة وفقط من أجل المال عجباً !! أرفع رأسك صوب هذا (العــ السوداني ــلم) وتمعّنه جيداً،قد لا يعني لك شيئاً لأنك تحب ذاك العلم الذي يتوسط فيه ثلاثة رجال( مكرّشين) خريطةالسودان،اغمض عيناك للحظة،ثم إرجع البصر كرتين،هل تراه يوافق علي قباحة أفاعيلك هذه؟؟

2 comments:

  1. الأخ لطيف،كيفك انشاء الله طيب.
    حقيقة الناس ديل أصبحوا بيشتروهم مثل غنم فرج الله.
    بجد ضحكتني بقصة أبوالعفييين,اللي بشبهم.

    ReplyDelete
  2. العزيز جاويش، لك التحية.
    كيف عامل والرمضانات؟
    شكراً علي زيارتك وتعليقك الظريف زي ظرافتك.
    أسعد بتشريفك دوماً

    ReplyDelete

حبابك عشرة