Pages

Saturday, August 22, 2009

مقال الأستاذة/هيام المرضي

هيام المرضي،هي من القلة الذين يتذوقون ألق الحروف ويتأنقون في إختيار الكلمات،وهي أيضاً من الذين تشرفت بمعرفتهم عبر صفحات النيوز ويك،وقد طالت يد قوات الأمن مقالها،وأدعو الله أن يمنّ علينا بأقلام كثيرة مثل الذي تمسك هيام،ولبني ،والمدونة أمنة مختار،وألصحفية أمل هباني وغيرهن من الحسناوات اللائي ظللن يضخن من دمائهن مداداً لأجل سقية غرزة الحرية التي يحاول الأنقاذيون_وما أنفكوا-أن يجتثوها من جذورها،ولكن هيهات. هذا هو مقال هيام المرضي الذي نقلته من المجلة الأولي عربياً(لتعميم الفائدة)
السودان.. صعود نحو الهاوية
النشاط المكثف أو المنعدم أحيانا لطائرات الأمم المتحدة في سماء السودان يثير الاهتمام, أما أكثر ما يثير الاهتمام على الأرض فهو الازدياد المطرد والمفرط لقصور النظام الحاكم والمنتفعين ذات الأقبية والممرات السرية داخل الأرض، مع ارتفاع مذهل لمعدلات البطالة والفقر المدقع والمعاناة بسبب ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية عالميا. ولما كان اقتصاد السوق شبه محتكر, فإنك لن تجد صدى لكلمات عالمية متداولة إعلاميا على شاكلة "انهيار القطاع الاقتصادي أو رأس المال الوطني تأثرا بالأزمة الاقتصادية والركود العالمي". وبينما ينخرط الشريكان في تقسيم الثروة القومية تعاني الساحة السياسية فراغا سياسيا، وهجرة عكسية للجنوبيين نحو الشمال التي تعكس قصورا تقنيا للاتفاقيات المبنية على خلفية اقتصادية بحتة نتيجة للازدياد المفرط والمضطرب لمتطلبات السوق النفطية ومغريات التدفق النقدي، وهي أمور تضعنا أمام اتفاقية قابلة للنسف في حالات التدني الحاد واضطرابات سعر برميل النفط على المدى القريب أو إحلال الطاقات البديلة على المدى البعيد.
الترقب الحذر هو السمة الأبرز منذ صدور مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوداني، التي أبطلت شرعية النظام الدولية, مما خلق بيئة ملائمة وحذرة لتفعيل الأحزاب السياسية الدينية النمطية. ولما كانت وصمة أي نظام حاكم برعاية الإرهاب عموما ومن ثم إدارته لإبادة عرقية بحق شعبه كفيلة بسحقه تماما, إلا أن الصعود نحو هاوية الأحزاب النمطية الطفيلية (الأنصار والختمية) التي لم تحرك ساكنا تجاه الإدانة للإبادة العرقية والفساد, كان كفيلا بكبت ذلك الشعور المتطلع للتغيير والمتأهب لإحداث نقلة تاريخية للتحول الديموقراطي.
المثير للسخرية, أن عصا التلويح بتقاسم السلطة والثروة, هي مقابل استتباب الأمن الذي يعتبر من أولويات الأجندة السياسية للأحزاب المرتزقة سياسيا ذات الأجنحة العسكرية المسلحة (العدل والمساواة)، لاسيما أن تلك المليشيات هي وليدة الانفصال الشهير داخل الحزب الحاكم، أي جناحا عمر البشير وحسن الترابي اللذان تكفلا بنقل الصراع التنافسي على أرض الواقع بإدارتهما لأكبر إبادة عرقية في التاريخ الحديث، وما أدى إلى الانفصال شبه التام بين النظام والشعب المحتقن أساسا لاحتكار السوق ودحر المقاومة وتهديد رأس المال الوطني وفرض الخناق الاقتصادي المهيمن والمستبد للحياة العامة تحت هيمنة فكرية للنظام الذي اقترن بالتفسخ الأخلاقي والفساد على نطاق واسع.

هيام المرضي
الخرطوم ـ السودان

تاريخ النشر: الثلاثاء 18/8/2009

2 comments:

  1. قضية لبنى الحسين واحدة من بين القضايا التي تسيء لصورة الإسلام بالداخل والخارج، وتعطي دليلا قاطعا على همجية الإسلام السياسي الذي بات يهدد الحق في الحياة كما الحق في الكرامة والحرية...

    دام لك الحضور و التجلي... 

    ReplyDelete
  2. لك جزيل الشكر،حضرة الأستاذ أدريس الهبري،علي الإطلالة أولاً،والتعليف ثانية.

    أجل ،أنهم يوهمون الناس بمظاهرهم الإسلامية هذه،فينقادون لهم بكل خنوع وإذلال،وفي ذات الوقت يمارسون شنائعهم هذه تحت ذاك الغطاء الإسلامي.

    أملنا، أن تستطيع الشعوب من سبر نوايا أولاء الناس اشباه الشياطين.

    ReplyDelete

حبابك عشرة