Pages

Thursday, August 04, 2011

التغيير قادم،لكن بدون الشباب

انتقدني البعض في التدوينة السابقة التي كنت قد تحدثت فيها عن استحالة قيام الثورة الشعبية في السودان،كمثيلاتها في بعض الدول العربية.وعللت ذلك بأن ما يوجد اليوم من جمهور سوداني غير قادر علي صناعة ثورة ولا حراستها ولانجاحها.
وقد عاب عليّ بعض  القوميون(جداً) ،اهانتي-كما سموها-للشعب السوداني بتلك النعوت،وطلب مني البعض ألاّ  امارس التخذيل و احطم الروح المعنوية للشعب الذي يتهيأ للإنقضاض علي حكم الكيزان.فقلت:كويس، وياريت. لكن يقيني أن من يعزم علي شئ فلن يعوقه مخذلون ولايكبح جماح ثورانه المحبطون، انما المشكلة تمكن في انعدام  الإرادة وغياب الثقة.

انا بقولي أن الشعب السوداني لن يصنع ثورته، لم انفي حدوث سيناريوهات اخري كنت قد قلت بها في تدوينات سابقة، فقد سبق لي أن طرحت بعض من رؤاي المتواضعة ازاء الزوال المحتوم لنظام البشير، لكني وقتها ظننت-محبذاً-أن التغيير سوف يكون بأيادي الشباب الوطنية الخالصة فوضعت هذا الخيار في طليعة الخيارات المطروحة للاطاحة بالنظام، وفي الواقع انا كنت من اكثر الناس تفاؤلاً بدنو رحيل النظام وبثورةشعبية، وكان ذلك قبيل اندلاع الثورات العربية(!) وما دفعني الي ذلك التفاؤل المطلق هو الكم الهائل من الإرهاصات التي كانت ولم تزل تشمخ في سماء النيلين ايذاناً باقتراب ساعة الرحيل السرمدي لجماعة الإخوان المسلمين عن حكم السودان.وقد اجد نفسي اليوم مضطراً الي الزج بسيناريو  الشباب الي مؤخرة سيناريوهات التغيير المحتملة، وقد يتفق معي بعضكم لو استقدمنا سيناريوهات اخر بدت تفرض نفسها علي الساحة بوتيرة صاخبة، كالإنشقاق والتآكل من الداخل الذي اخذ يضرب بأحشاء الحزب الحاكم، فلا يخفي علي أحد كل هذه التناقضات والإختلافات والخلافات والمدابرات والمصادمات الصريحة التي تلف بالحزب وهي تعيد للناس حالات الإنشقاق السابقة، وتؤكد أن تنظيم الإسلاميين انما هو كما البناء من الرمل ،لايقوي كثير علي التحامل وتحمل ذاته.

لم انفي قيام التغيير  بالمرة، لكنه للأسف لن يكون بأيدينا(نحن الشباب)، وعليه قد يتأخر كثيراً وعندها يصعب التعويض علي الفقد والخسارة،  
فمع أن الوقت لازال  مبكراً علي اليأس من قيام الثورة، إلا أنه ليست هناك من ثمة تباشير تلوح بالأفق معلنة بأوانها، فالشعب لاهم له سوي قراءة الجرائد الرياضية المؤيدة لفريقي الهلال والمريخ، وتجدهم يغرقون في نقاش عقيم حول جدلية(ما هو الزعيم وسيد البلد)؟ والمفاضلة مابين فيصل العجب وبلقبه( الملك) وهيثم مصطفي ولقبه(البرنس) ، والغريب عندما يعلب كل من هيثم أو فيصل فلن تجد أي داعٍ لخلع هذين  اللقبين(البرنس والملك) عليهما!!.

*المجاعة التي تضرب القرن الإفريقي هذه الأيام مؤسفة جداً وعار علي جبين الترف والتقدم  العالميين في هذا العصر، لكن ما يؤسف أكثر هو دخول جمهورية السودان طوق الخطر والترشّح للانضواء تحت حزام المجاعة، فقد يمسي العالم ويصبح في  يوم قريب وهو يجد الآلاف يموتون جوعاً في السودان، حالة اختفاء وانعدام المواد التموينية الرئيسية في معظم الأقاليم والإرتفاع الجنوني المتوالي للاسعار وماخلفه من هلع وجشع في الناس وحالة الإضطراب والتوهان والربكة التي تتصرف بها الحكومة كلها دلائل تشير الي ان السودان يمر بمرحلة الدخول في الأزمة ، وأن القرن الإفريقي سوف يكون عما قريب القرن الإفريقي (الكبير)

No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة