Pages

Saturday, December 11, 2010

عصر التكنولوجيا..لا مكان لل(تخلفونوجيا)

أيوه!   التكنولوجيا غلبت الأيدويولوجية، في هذا العصر عصر ما بعد الحداثة، عصر سطوة المعلومة وما به من سرعة ومصداقية وشفافية، عصر التطبيقات العلمية ،  عصرالتفكير المنطقي والبحوث المعقدة ،في هذا العصر لم يبقي للأتوقراطية مكاناً للعيش،وستنقرض كل فلول الديكتاتورية وإن كانت مغلفة بتشريعات دينية مطاطة، وهل هناك اليوم ديكتاتورية أفظع وأشنع و أقبح من الديكتاتورية الإسلامية؟!


أيوه! لقد انتصرت التكنولوجيا! وبينما يعيش العالم عقابيل الفضائح والعيوب التي نشرها موقع (ويكيليكس) الذي يمثل الجيل الأحدث، والنسخة الأكثر تطوراً في عالم الصحافة، هاهي التكنولوجيا تحقق نصراً آخراً يتمثّل في فضح حكومة السودان(الإسلامية) وبشاعة أعمالها التي التي تمارسها ضد هذا الشعب،وهذا الفيديو الذي يظهر مجزرة تلك الفتاة السودانية، وعلي قصر مدته إلا أنه من الأهمية بحيث أن  يفوق تسريبات ال(ويكيليكس) التي تمثل السياسة السرية والخفايا والفساد التي ينتهجها قادة العالم بعيداً عن اضواء الإعلام التي باتوا يخافونها أكثر من ساعة موتهم. فهذا ال(كليب) يوثق لسياسة نظام يفترس في رعاياه بهكذا ضراوة لما يناهز الربع قرن من الزمان.الأهمية تاتي في أن تسريبات السيد (جوليان اسانج) مهمة فحسب،وقد تتفاوت نظرات العالم لها بقدر ما يخص كل مجموعة من الناس،  بينما  يعتبر هذا الفيديو ذو اهمية ملّحة،وقد يجمع الكل علي أنه حالة غنسانية طارئة تسدعي التحرك والتضافر الجاد من اجل التصدي لها. باقتصار:يمكنك ان تهمل الامور ذات الطابع الهام هنيهة،بيد انه لا يمكنك التواني إزاء امر ملح. 


هذا الفيديو تحصلت عليه عبر مكالمة تلفونية من أحد الأصدقاء الذي إعتذر لي عن قصره،وقال لي أنه  لم يكن حاضراً لتلك المسرحية المهينة، لكنه نقله بتقنية البلوتوث من موبايل أحد اصدقائه والذي كان ضمن شهود المحاكمة(طائفة من المؤمنين) وقد صور مقطع بمدة 18دقيقة لكن احد افراد الشرطة ارغمه علي مسحه من هاتفه، وبعد انتهاء المحاكمة وجد هذا المقطع من احد الحاضرين فنقله منه،ثم أرسله الي صديقه الذي هو صديقي أنا وهو من ساعد علي نشر هذا المقطع للعالم.


وفي الخامس من هذا الشهر قمت برفع هذا المقطع علي المدونة وموقع اليوتيوب، وصفحتي علي الفيس بوك،أملاً في أن ينتشر بسرعة،وقد كان وبطريقة أذهلتني وسرتني أيما سرور.
ولكن وبعد يوم من نشره تفاجأت برسالة من فريق عمل اليوتيوب يفيدني فيها بأنهم يرفضون عرض ذلك الفيديو علي قناتي لديهم نسبة لما يحتويه من مظاهر غير إنسانية،وقد صُدمت من هذا القرار،وزادوا علي ذلك بأنهم سوف يعطلون حسابي في اليوتيوب إذا ما قمتُ برفع فيديو مماثل خلال الستة شهور القادمة.


حقيقة هو نصر معنوي لي وللفتاة الضحية ولكل العالم؛ ففضح وتعرية هذه الأعمال الوحشية ببني البشر هو واجب بل مسئولية كل العالم.
وهناك مسئولية خاصة تقع علي عواتق الإعلام للتفاعل مع مثل هكذا احداث والسودانيين والإعلام السوداني بصفة أكثر خصوصية يجب أن يتصدي لهذه الممارسات وينقب ويبحث ويشجع المواطن علي القيام بابلاغه بكل جرائم هذا النظام الشرس.


إن النصر المعنوي لا يحقق عدالة مالم يعضد بنصر قانوني واجتماعي ، فيجب علي القانونيين ومنظمات حقوق الإنسان السعي من اجل تقديم هؤلاء المجرمين للعدالة،وأي عدالة في هذه البلد؟؟


صدقوني انا بجد حزين وأشعر بالشفقة !!


ماك هوين سهل قيادك..سيدّ نفسك مين أسيادك.
الشاعر محجوب شريف.

ملوحظة: تمت اضافة بعض التوضيحات.

No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة