Pages

Monday, January 31, 2011

مجازفة ثورة 30يناير :التنسيق والإحكام قبل الإقدام

ما من شك في أن ثورة الثلاثين من يناير(الشبابية) التي خرجت بالأمس وماتركته من استفهامات؛ لهي من أكثر التحديات والمهددات التي تواجه نظام الخرطوم الثيوقراطي .

فهي علي علاتها إلا أنها تعد كما لو انها شرارة صغيرة وسط  أكداساً من  الحشيش و(العويش) اليابس الذي يكوسو غابات هذا النظام(المتهالك) ؛ ومع قليل من الرياح سوف تتحول هذه الشرارة الي نيران ذات ألسنة والهبة مضرمة متاججة  لا تترك من النظام لا اخضراً ولا يابساً.

ومن مميزات هذه الثورة الشبابية ؛هي انها و-عطفاً علي أحدوثتها في ظل هذا النظام- قد جاءت في وقت جد مفصلي سواء اكان بالنسبة للوضع السوداني-ظروفه الإنفصالية مشورته الشعبية وتسارع الخطي بإتجاه الحلول الثنائية(العدالة والحقوق) لأزمة دارفور وماتحمله هذه القضايا من ناسفات لنظام البشير ؛ أو بالنسبة للحالة الحرجة التي تمر بها كل من الديكتاتورية العربية وجارتها الإفريقية ؛ فمن لهيب تونس وبركان الجزائر الي العاصفة الفرعونية، وليس انتهاءً بأعاصير غرب افريقيا في كل من ساحل العاج وجمهورية الجابون .

ومع التسليم بان كل الظروف الموضوعية-محلية أو اقليمة- قد اكتملت لإقتلاع نظام البشير عبر انتفاضة شعبية مثل الأمس، إلا أن هناك جوانب فنية ولوجيستة كانت تعوز هذه العاصفة الشبابية ومنها:
1-الانتفاضة- علي بديهيتها-تحتاج الي تاكتيك وخطط لترويض ومناورة قوات الأمن و البوليس ،وهذا غير متوفر بالأمس.

2-الإهتداء بقادة وحٌداة معينين يقودون الحملات ويرفعون الشعارات ويوجهون المسيرة ويصدرون الأوامر بالفر أو الكر ؛مقاومة أو مرواغة نوهذا أيضاً لم يوجد فحل محله الإرتباك والفوضي مما ساعد علي هيمنة البوليس.

3-التجهيز للمظاهرة وتوفير المعدات من مايكروفونات وأعلام السودان وشعارات الإنتفاضة وطباعة منشورات توزع  وترمي علي الشوارع لكي تعمم اهداف المظاهرة علي كل المواطنيين.

4-يجب علي المشاركين أن يعوا ذلك ؛أن لكل مسيرة هدف،فماهو هدف مسيرة الأمس؟ اهي لأجل اسقاط النظام؟ أم هي لإجباره علي ايجاد الحلول لإرتفاع الإسعار وتغيير مادة ما بقانون النظام العام ووو..؟
فإذا كانت هي من أجل اجبار النظام علي ايجاد حلول لما تمر به البلاد من ازمات ؛فهذا موقف الأحزاب عينه الذي رفضتموه.أما إذا كان الهدف هو الإطاحة بالنظام فهذا لن يتحقق بهكذا مسيرات سلمية مخملية ،ولن يجدي نفع مع الفرار من رجال البوليس، هل كنتم خرجتم سلمياً  و تريدون أن يتنحي البشير سلمياً عن السلطة؟لو كان ذلك كذلك لإستقال البشير قبل أكثر من 15عاماً !!.


ماذا نريد نحن من الخروج في الساحات؟ هل نحن  نريد تحرراً كاملاً مثل الذي حدث في تونس ويحدث الان في مصر أم غيره؟؟

إذا كنا نريد النموذجين المصري والتونسي فهذا-بضرورة الحال- لم يتأتي مالم نرق دماءً ونخلّف شهداء لينعم الباقي بحرية ممهورة بدماء احرار.

بلاشك هناك تفاوت في مقاييس ودرجات وأعيار تظاهرات الأمس بقدرما هناك تفاوت واختلاف مابين حجم القبول للتظاهر في صفحات النت؛ والإقبال والحضور للتظاهر علي الأرض. فقد تكون مظاهرة الجامعة الأهلية هي الأعتي وقد تكون مظاهرة الكاملين هي الأضخم،وقد تكون مسيرة كردفان هي الأجرأ، لكن مسيرة شارع القصر هي الأكثر فوضوية !.


اننا نخطو خطوات صحيحة في اتجاه صحيح وهناك اكثر من سبب يحملنا علي النصر، كما أن هناك أكثر من سبب يجعل النظام سينهزم؛ لكن قبل الرماء تملء الكنائن؛ ومالم نعد العدة ونحسن التنسيق قبل الإقدام للنزال فلا فائدة ولا جدوي من خروجنا أيها
 الشباب.

التحية والمجد والخلود للشهيد(الأول) في معركة الحرية والكرامة طالب الجامعة الأهلية الذي توفي- متأثراً جراحه- صباح اليوم بالمستشفي

No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة