Pages

Wednesday, February 09, 2011

المعارضة السودانية وخذلان الوطن


كما الكثير من الشعب السوداني لم أفاجأ بالموقف المتخاذل لرئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي (محمد عثمان الميرغني)،  ذلك التخاذل الذي تمثل في ابرامه اتفاقاً مع حزب المؤتمر الوطني يقضي بالمشاركة في حكومة (ذات قاعدة عريضة)  اقترحها و أسماها الرئيس البشير.

طبعاً السيد الميرغني-الذي يقيم بالمملكة السعودية-لم يجد بأساً ولاحرجاً في موقفه هذا ،علي الرغم من المخاطر والمهددات التي يمر بها السودان جراء سياسات حزب المؤتمر الوطني.فهو (اي المرغني) شأنه في ذلك شأن السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي ،هو الآخر الذي يبدي مواقفاً متقلبة ومتذبذبة ازاء علاقته بالمؤتمر الوطني.

وللزعيمان المرغني والمهدي أكثر من وجه للشبه  أذكر منها :

1-فكل من الرجلين يمثل اماماً(ذو قداسة) لطائفة دينية صوفية معينة في السودان، فالميرغني يؤم طائفة(الختمية) بينما المهدي يتولي إمامة (الأنصار).
2-كل منهما جعل من نفسه زعيماً روحياً أبدياً للحزب الذي يقوده، واختزل الحزب في نفسه واسرته ومن يقربه. وقاما بربط عري القداسة التي تخولها لهما مكانتهما الدينبة وسط المريدين، بعري السياسة التي تمثل رؤية الحزب حيال الحكم والمعارضة .
3-لكل منها دور بارز في هدم كيان(التجمع الوطني الديمقراطي) ذاك التحالف الذي كاد أن يسقط الحكومة في التسعينات،لو لا مواقف الرجلين المتذبذبة.
4- هما الشخصان(الحزبان) اللذان ينتميان لتحالف قوي المعارضة(تحالف جوبا) ولم يلتزمان  بموقف المعارضة المقاطع لخوض الإنتخابات التي جرت في ابريل الماضي،لما شابها من غش وتزوير في كل مراحلها، فأعطيا شرعية صورية للفوز (الميت) الذي حققه حزب المؤتمر الوطني.
5-فور اعلان البشير لرؤيته  المسماة(حكومة ذات قاعدة عريضة) في يناير المنصرم، حملت صحف مقربة من حزب المؤتمر الوطني-صبيحة اليوم التالي-خبراُ مفاده قبول الميرغني ومباركته للدعوة الرئاسية. وبعدها طفق كل من الصادقان الأخوان الزعيمان، وهنا أقصد السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي، وابن عمه الدكتور الصادق الهادي المهدي رئيس حزب الأمة(القيادة الجماعية) طفقا يتسابقان من أجل الظفر بحظوة في حكومة القاعدة العريضة(ذات الفائدة الزهيدة)، فكل من الصادقين إجتمع مع الرئيس البشير، لكن الآخير وهو من الذين اشتقاهم حزب المؤتمر الوطني وضماهم اليه عبر حكومته المسماة-حينئذ-(الوحدة الوطنية) التي تتشكل من احزاب اطلق عليها (التوالي الوطني)!.فهذا الأخير قد ضمن موقعه في حكومة القاعدة العريضة، بيد أن المهدي الكبير خرج لنا-كعادته-بأنه لا وجود لثنائبة بينه والوطني، لكنه كان يتكلم مع البشير بلسان قوي تحالف جوبا.وهي لم تفوضه طبعاً!!!.

** وجود معارضة قوية يعني وجود حكومة قوية وهذا يقود الي تقوية مؤسسات الدولة.
لكن،للأسف ،نحن لا نملك لا حكومة ولا معارضة وهذا ما يؤدي بنا الي فقدان الوطن. إن الموقف الجبان الذي يقفه ممن يسمون بزعماء المعارضة لهو الطريق الأقصر والأوسع الي فناء ماتبقي من هطام(السودان)، ولكي ما نحافظ علي هذا الهطام(الباقي) ونقومه الي دولة-ايها الشباب- يلزمنا أن نقوم بالآتي:
أولاً: أن نطيح بهذه الجثث والشوالات والدمي والأجسام الجامدة المسماة-جزافاً- بقوي المعارضة، نطيح بهذي من عقولنا ونحذفها من حساباتنا قبلاً.
ثانياً:ثم نخطط وندبر وندير المعركة للاطاحة بهذا النظام الفاشل الفاسد، الذي صاحب المعول الأكبر في مؤامرة (نفير هدم و تشليع الوطن)، وكمان اصبح هذا النظام المتهالك، يحتقرنا(نحن قوي الشباب) كما يحتقر المعارضة!! ،  وما جاء احتقاره لنا إلا من تلقاء اعتقاده اننا أذرع لأحزاب الشوالات الفارغة هذه، فلذلك قال علي أن احتوي الكبار فيأتوني الصغار.

ثالثاً: يجب أن نعي أن قوي المعارضة  لاتختلف كثيراً عن هذا النظام، فكل منهما يحارب-فقط-من اجل السلطة، بينما نحن نناضل من أجل الوطن او ما تبقي منه.فالنظام يستميت من أجل الحفاظ علي الكرسي لأطول مدي، والمعارضة تحارب-فقط-من اجل ازاحة النظام كلياً  عن الكرسي أو الجلوس معه، وهي الآن تتزلف الينا لكي نقوم لها بواجب الضغط علي النظام حتي يستكين لمطلبيها.

** قرأت في الجريدة الالكترونية المقدامة(حريات) افادات لإحدي الإخوات النشطات بعد أن اختطفها لصوص  الأمن و-كما غيرها-أهانوها بالضرب وببذاءات يعجم اللسان (السليم) علي قولها، وبعدها افرج عنها الساعة الثالثة صباحاً بعد تهديد ووعيد.المفرج عنها هي الأستاذة نجاة الحاج والتي تنتمي لحزب مولانا الميرغني،ولعلها خرجت من المعتقل ببركات(وحركات)من السيد الميرغني.
إن ما قالته ونقلته الأستاذة نجاة من كلام قيل لها بواسطة رجال الأمن عن السيد الميرغني لهو أمر يؤكد  حقيقة أن المعارضة تجتمع وتعقد المؤتمرات الصحفية وتصدر البيانات والتنديدات وتكيل المؤتمر الوطني النعوت والإنتقادات كل هذا نهاراً ، ولكنها تنفرد حزباً حزباً وفرداً فرداً بالمؤتمر الوطني وتبرم الإتفاقيات معه وتقبض الملايين،ويتم هذا ليلاً (!!).
بل إن ماجاء علي لسان الأستاذة نجاة تضافراً مع ابرام هذا الإتفاق، يبرهن أنه فرق مابين أن تكون في أي من أجزاء الحزب الإتحادي الديمقراطي(الأصل-المسجل -الهندي  أو..)، وايضاً يؤكد أن الإتحاديين أصبحوا يتشابهون، فما إذن بين الميرغني وفتح الرحمن شيلا؟ أو الفرق بين هجو قسم السيد وجلال الدقير؟ (مش كلهم اتحادي ووطني)؟.
وهذا جزء من افادة الأستاذة نجاة الحاج:   ( هددوني وقالوا لي إن هذا الاعتقال ليس الأول وليس الثاني ولا الأخير. ثم بدأوا في توجيه رسالة خاصة بالاتحاديين، قالوا إن السيد محمد عثمان لا يريد معتقلين من الاتحادي الديمقراطي وهو يشارك في مفاوضات معنا للدخول في الحكومة القادمة، لذلك سنطلق سراح كل الاتحاديين المتفلتين من أمثالك انت ومازن ومحمد عبدالرحمن وأحمدسر الختم ولكن بشريطة ألا تعملوا في التعبئة واللجان لكن لواشتركنا لن يفكونا بعدها مهما كان. وقالوا لي إنهم لا يخافون من الحزب الشيوعي لأنهم يقدرون على إرجاعه لداخل الأرض، ولكن مشاركة الاتحادي الديمقراطي الأصل في قوى الإجماع شيء لن يسمحوا به، وخطورة لا يستهان بها، وأي متفلت سنوقفه عند حده).

وقالت الكثير غير هذا  ولكم أن تلقوا نظرة إذا أردتم:http://www.hurriyatsudan.com/?p=12760
لكن  المهم والمهين في آن هو أنه قد اصبح من السهولة بحيث حتي أفراد الأمن يعلمون بنوايا مولانا السيد محمد عثمان المرغني ويقرؤون كتابه علي اعضاء حزبه الذين لا يعلمون من امره الا يسيراً!!!!!

وربما افراد الأمن أولاء يعلمون ماذا يأكل وماذا يشرب ومتي سوف يعود الي السودان أيضاً(!)

2 comments:

  1. العزيز لطيف
    تحياتى
    اتفق معك تماما، ويبدو انه لافائدة من ( السيدين) هذين الرجلين لديهما روابط معروفة وعلاقات ماليه قوية مع الموتور الوطنى، بالاضافة الى ان المعرضة التى يمثلانها هى معارضة صالونات وميكرفونات واساليب عفى عليها الزمن ، فالخبره النضاليه المتراكمة لديهما هى خبرة النضال ابان مايسمى بالحركة الوطنية ايام الاستعمار الانجليزى والتى كانت فى غالبها طلائع وظلال للاستعمار القديم الذى يجدد الان نفسه ويعود بألوان اخرى
    اولى بهما ان يحترما عقولنا وشعوبنا وذاكراتنا وان يتفرغا للعبادة بعيدا عن ساحة تطرح تحدياتها الجديدة فى كل لحظة
    القوى الجديده من مستخدمى النت والمدونات هى القوى التى ستقرر مستقبل العالم بما فى ذلك السودان
    كل التقدير

    ReplyDelete
  2. شكراً اسامة.
    علي دوام اتحافنا بتعابيرك الجميلة، حقيقة هي معارضة صالونات وميكرفونات(لا اكثر) والسبب هو العلاقات المالية .

    نعم يا اسامة ..نعم هي ساحة ركلت هؤلاء ولفظت بروقراطيتهم المقعدة.

    اما الحل..فنحن..جيل اليوم

    ReplyDelete

حبابك عشرة