Pages

Wednesday, June 01, 2011

اقليم دارفور..



الطرق والأساليب التي يتعامل بها نظام البشير مع قضية دارفور هي السياسات ذاتها التي قادت الي إنفصال جنوب السودان وماصاحبه من تداعيات عسيرة علي شمال السودان وسوف تمتد عقابيل ذلك الي أبعد مما يتصوره  البعض.


قبيل أيام أصدر البشير مرسوماً وصوّت عليه البرلمان  الذي لايضم سوي أعضاء حزب البشير وقلة من (الملاحيق) أو سواقط الأحزاب، المرسوم الجمهوري قضي بقيام ولايتان جديدتان في إقليم دارفور الذي يضم الآن  ثلاثة ولايات(شمال، جنوب وغرب/دارفور)، أما الولايتان المقترحتان فهي شرق ووسط/دارفور.


وكانت الصدمة قد لفت بمعظم السودانيين لجهة أن السودان الآن يعاني من ترهل اداري وفساد مالي وآخر إداري علي نحو غير مسبوق، في ظل الغياب الكامل لسلطة القانون والمحاسبة ، وأن البلاد تمر بمرحلة انهيار إقتصادي وشيك جراء انفصال الجنوب وتبعاته ،لذلك لايوجد مبرر لقيام ولاية جديدة في الشمال، بل أن الحاجة تقول بضرورة تقليص الولايات الي أقلّ مايمكن.


قول الحكومة بأن الداعي الي قيام الولايتين هو رغبة أهل الإقليم و تنفيذاً لاحد بنود اتفاقية أبوجا 2005م مع السيد مني أركوي مناوي(الذي عاد الي صفوف التمرد مجدداً بعد أن نفد صبره من تسويف الحكومة)،هذا القول غير صحيح بالمرة.فما أرادته الحكومة بذلك هو السيطرة علي الإقليم من خلال ضرب اهله بعضهم ببعض عبر سلاح القبلية والجهوية الفتاك الذي علي صوته في عهد ثورة(الإنقاذ) هذه.


فولاية شرق دارفور هي ولاية خاصة بقبيلة الرزيقات البدوية(العربية)، أما الولاية الوسطي في الإقليم فهي تقع في نطاق قبائل الفور، وربما قد تكون هذه بمثابة رشوة لقبيلة الفور من أجل التخلي عن دعم  زعيم حركة تحرير السودان السيد عبدالواحد نور، ولعله من الجيّد عزيزي القاري، أن تضيف هذا لمعلوماتك،أن نظام البشير هذا قد كرس حكمة من أجل تعظيم دور القبيلة علي حساب الوطنية، ومن ذلك مثلاً قيامه بتأسيس المحافظات(المحليات) في دارفور علي أساس قبلي بحيث لا يقدر أي شخص لا ينتمي للقبيلة أن يكون هو المعتمد أو المحافظ في محافظة القبيلة، ففي جنوب دارفور وحدها هذه هي القبائل ومحافظاتها:
قبيلة الفلاتة:محافظة تــلس، قبيلة الرزيقات: محافظة الضعين، قبيلة الهبانية:محافظة برام، قبيلة البرقت:محافظة شعيرية، قبيلة المعالية:محافظة عديلة، قبيلة البني هلبة: محافظة عد الفرسان، قبيلة التعايشة:محافظة رهيد البردي، قبيلة المساليت:محافظة قريضة، قبيلة الفور محافظة ش جبل مرة...
هذه فقط نماذج للطرق السيئة التي يدير بها نظام البشير شئون الناس والبلاد في اقليم دارفور.


عوداً علي بدء، أن طريقة ادراة اقليم مثل دارفور بهذه الطرائق لن تقود إلا الي أفضت اليه تجربة جنوب السودان، فدارفور الآن هي مركز الثقل والكثافة السكانية لكل السودان فنسبة مالا يقل عن ال(45%) من القوة البشرية العاملة هم من الدارفوريين، وهو الإقليم الذي يتاخم ويحادد ثلاثة من الدول الست التي تجاور دولة السودان(بعد ذهاب الجنوب) .


ماخرج به مؤتمر أهل المصلحة في دارفور الذي استضافته دولة قطر، لن يقود الي حل للأزمة طالما لم يأخذ بمطالب  أهل الإقليم من نازحين ولاجئين(اصحاب الوجعة) ، فما يتقول به نافع وكبر وغيرهما يؤكد أن المؤتمر لن يقود إلا لزميد من التعنت الذي دابت الحكومة علي ممارسته.


حل الأزمة في دارفور لا يتطلب أكثر من إحقاق العدالة.  

No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة