Pages

Friday, March 23, 2012

نظام البشير يهدم الكنائس


لا يخفي علي كل مراقب للشأن السوداني ملاحظة الصعود الصارخ  والمتوالي للتيار الإسلامي المتشدد في الآونة الأخيرة ،وهذا الصعود والطغيان ذو النزوع الإسلامي العروبي ،لايمكن فصله عن التوجه العام لنظام البشير في جمهوريته الثانية(كما تحلو لهم تسميتها)، فمنذ أن رجح السودانيون الجنوبيون خيار الإنفصال في يوليو/تموز 2011م عن وطنهم الأم ،درج قادة النظام وجلاوذته بمناسبة وبدون مناسبة علي التقوّل والتبجح بأن عهد(الدغمسة) قد ولي، وان مانسبته 97%من سكان الدولة أصبح مسلمون بعد ذهاب الجنوبوبيون الي حال سبيلهم،وأن هذه النسبة تستوجب تطبيق شرع الله .
بداية هذا الغلو والتطرف كانت في خطاب البشير(المشهور) الذي ألقاه في مدينة القضارف بعيد الاعلان عن نتيجة الإنفصال،وحمل هذا الخطاب مضامين تعتبر مهددة للسلام والأمن القوميين،وقال البشير مما قال فيه: الآن انتهي زمان الدغمسة،وقد  تحددت هوية السودان، فالعربية هي لغتنا ، والاسلام هودينا و دستورنا، وكان هذا الخطاب بمثابة الضوء الأخضر لإنطلاقة حملة التحريض والكراهية ضد الجنوبيين  بالشمال، بل وحتي المسيحين من ابناء النوبة،وكان بمثابة اذن رئاسي للاعلان عن جبهة الدستور الإسلامي التي شرعت في سن الدستور من الكتاب والسنة بدون تفويض من الشعب،أوحتي  رجوع الي البرلمان الذي يفترض أنه منتخب من الشعب.
لقد قامت  الحكومة في الشمال بتحديد يوم التاسع من ابريل القادم موعداً للجنوبيين كي يوفقوا أوضاعهم،لأنهم بعد هذا التاريخ سيصبحون اجانباً وتسري عليهم قوانين الهجرة والإقامة الخاصة بدولة السودان.وهذا يعني أن علي الجنوبيين اختيار: اما المسارعة  بالسفر الي بلدهم قبل حلول هذا التاريخ، أو حيازة أوراق سفر دولية تمكنهم من البقاء كرعايا جنوبيين بدولة الشمال.
لكن و حتي قبل أن يحل هذا الموعد المضروب لتسوية أوضاهم،أمسي الجنوبيون-وبإيعاز رئاسي- يتعرضون لإضطهادات واعتداءات من قبل الحكومة و بعض المحسوبين علي التيارات المتزمتة ،فهناك العديد من الأمثلة التي يحكيها الجنوبيون تفيد بذلك،وبعضهم أبدي خوفه وقلقه مما سيحدث له في صبيحة العاشر من ابريل المقبل.
في مدينة الحاج يوسف شرقي الخرطوم بمنطقة الردمية،يقع دير للعبادة يتبع للكنيسة المشيخية،ويتوافد اليه المئات من شتي مناطق الخرطوم للصلاة والتعبّد  في كل يوم أحد وثلاثاء وجمعة من كل اسبوع،ولكن وعملاً بمضمون خطاب البشير في القضارف-آنف الذكر- قامت مصلحة الأراضي  بحكومة ولاية الخرطوم ببيع الأرض التي عليها الكنيسة الي احد الضباط المتقاعدين ،فما كان من الضابط المتقاعد إلا أن جاء بصحبة بلدوزر يتبع لسلطات الأراضي ومعه افراد من الشرطة وقام البلدوزر باقتحام الكنيسة وهدمها مساوياً إياها بالأرض.وبالطبع هذه الكنيسة لم تكن الأولي التي يهدمها هذا النظام،فقد علمتُ أن هناك كنيسة بمنطقة (مايو) جنوبي الخرطوم قد تعرضت لذات الأمر، كما رشحت اخبار قبل ايام بقيام قوات الدفاع الشعبي-مليشيا جهادية يستخدمها النظام في حروبه- بهدم بعض الكنائس  بولاية جنوب كردفان/جبال النوبة.
الجدير بالذكر هو أنه وبينما هذا النظام يسبق الأخرين في التنديد والتهديد في كل مرة يقوم فيها متطرف في دول الغرب بالإساءة الي الإسلام..هذا النظام نفسه يسبق الآخرين ايضاً بالإساءات البالغة الي ديانات الغير ومعتقداتهم وهدم معابدهم، ولا يكترث لردود أفعاله تلك.وهنا عليّ أن أناشد معشر السودانيين باسم الإنسانية وبالمروءة التي عُرفتم بها بين الأمم اناشدكم الوقوف بجانب الحق والخير ومناصرة اخوتكم الجنوبيين،وحمايتهم ومعتقداتهم وثقافاتهم من عدوان المتطرفين سواءً أكانوا من الحكومة أو عامة الناس، ولهذا اتقدم اليكم -متواضعاً- باختراح أراه مفيداً ، هذا المقترح يقضي بإنشاء روابط  أو لجان أهلية تنشتر في دولتي  الشمال والجنوب بغرض حماية شعبي البلدين في البلد الآخر،ونقوم-كنشطاء ومتطوعين- بانشاء صفحة موحدة لهذه الرابطة علي الفايس بك بهدف نشر الوعي بالسلام وفصل العلاقة بين الشعبين عن العلاقة بين حكومتي البلدين، وجعل مكاتب لهذه اللجان وخطوط هواتف ساخنة لتلقي الشكاوي والمظالم من أي شخص يتعرض لإضطهاض أو تمييز،وبهذا سوف نضمن حقوق بعضنا في العيش بسلام،وايضاً بهذا نؤكد بأننا انفصلنا سياسياً لكننا أجتماعياً لم ننفصل وهذا قد يقود في المستقبل الي استعادة الوحدة بعد أن يكون قد انتفت دوافع الإنفصال.
*والآن اليكم صوراً لركام الكنيسة التي هدمتها حكومة السودان:




No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة