Pages

Tuesday, July 05, 2011

انفصال السودان:كيف تحتفل به ؟

مرّ التاريخ الإنساني منذ بداية الخليقة والي ساعتنا هذه بأحداث كبيرة حد التعظيم، ومع- او بعد- كل حدث من سلسلة هذه  الاحداث التي تضرب التاريخ الكوني، تحدث تغيّرات ونقلات شكلية ونوعية بحجم ذاك الحدث، فتعددت العصور وتطور الإنسان وارتقي من عصر الي عصر الي أن وصل ماهو عليه اليوم، وانقرضت مخلوقات وتغيرت اخري،وحتي الجغرافيا-كما الديمغرافيا وغيرها-لم تسلم من أن تتغير تبعاً لمحطات التاريخ.

لكن كل الأحداث التي ضربت الكون-رغم هولها- لم تفلح في تغيير مجري التأريخ كلية سوي حدث واحد(!)، ذلك الحدث الواحد  قد قسّم التاريخ الكوني الي (قسمين) واحدث فيه نقطة فارقة، ذلك الحدث هو ميلاد السيد المسيح، فإن كنت مسيحياً أو معتنقاً لعقيدة اخري، وإن كنت ملحداً أو غير ذلك..، لايمنك إنكار تلك الحقيقة، وان  كنت تقطن باي بقعة من بقاع الارض و تعمل باي تقويم آخر لوحدات الحقب والازمنة  فلك خيارك، لكنك لا معدي لك أو مناص من موافقتها بالتقويم الميلادي.

كان ذلك بالنسبة للعالم والكون كله، اما بالنسبة لنا-كسودانيين، فإن يوم السبت المقبل 9/7/2011م(ميلادية) فإن هذا اليوم يعد علامة فاصلة في تاريخ بلدنا السودان، فقد مررنا باحداث كثيرة وكبيرة، من استعمار متفاوت السنوات ومتعدد الأجناس الي تاريخ الإستقلال الي انقلابات متعاقبة ولا انتهاءً بحروبات  وازمات اقتصاية تضرب  ارجاء الوطن والكل ياخذ مزية الإستمرار والخلود من حزب الحركة الإسلامية،مررنا بكل تلك الأحداث لكن لم تكن بقدر ما نمر به السبت المقبل ، علي الرغم من ان حادثة الإستقلال من الإنجليز في اواسط الخمسينيات من القرن (الميلادي) المنصرم تعد حتي( الان) الحدث الأكبر، إلا انها لم تكن كذلك بعد التاسع من هذا الشهر، فمثلاً سؤالنا:( الكلام ده كان قبل الإستقلال أم بعد الإستقلال؟) لن يكون بفخامة وضخامة السؤال:(قبل ام بعد الإنفصال؟).وبالرجوع الي تاريخ الكون فهناك احداث كهبوط ادم(الأول) ، وايضاً احداث نوح والطوفان وما اعقبها، كل ذلك(كان) عظيماً ، لكنه لم يكن كذلك بعد مجيئ الحدث الأعظم.

كل حدث عظيم يدرك الإنسان أو يدركه، لابد من أن يحتفل به فرحاً أو حزناً ، لكني لهذه المناسبة لا اعرف كيف احتفل؟ هل ابكي علي الوطن والم الفراق؟ أم افرح لأخوتنا في الجنوب وأشاركهم الشعور بالإستقلال الحقيقي الذي حصلوا عليه بعد ان تعمدوا بدماء شهدائهم وقدّم قائدهم بل هو قائد السودان(الحديث) قدم نفسه فدية لأجل حرية شعب الجنوب(علي الاقل)، بينما البشير يهرول  و(يجرول) من أجل اماتة كل شعب السودان فداءً لنفسه !!.


لأسألكم انتم: كيف تحتفلون بانفصال السودان؟

  

No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة