Pages

Wednesday, September 14, 2011

وطـــن يتداعي


 ورب قوم ادمنوا الحرب وهي ادمنتهم.وصاروا لها دعاة وسماسرة، واضحت هي مهنتهم ومحنتهم، هي حياتهم وفيها سعادتهم وبها يعجّلون بآجالهم.غريب امرك ياشعب !،كل قصتك-تكوينك ،نشوءك ميلادك، نموءك، انت يرقة ،انت شرنقة أنت راشد-عبارة عن مسلسل تراجيديا مجهول الحلقات، لا ينتهي  إلا بنهاية الحياة.غريب أمرك ياشعب! ما خرجت من ازمة وإلا في دبرها ازمات، وماانطوت صفحة دموية إلا وانفتح كتاب من جهنم  حالك الصفحات، وما ان تتدواي من جراح الدوشكا ، إلا وانهالت عليك الراجمات والصواريخ والدانات!!. غريب امرك يابلد..! لا تاريخ لك إلا الحروب، ولا حاضر لك إلا الحروب، اما مستقبلك ..،فهو جنين(حي أو جهيض) في رحم الغيوب!
 لقد اصبح الموت غايتنا ، والسلاح قدوتنا ، والحروب سبيلنا!.كل الوطن غدا ساحات للاقتتال،لا جمال ، لامرح ، ولا لعب عيال،السلام يعني: أن تشهر السلاح ثم تفاوض وفتكسب سلطة ، جاه ومال،أما المبادئ فقد ذابت مع دماء الأبرياء وارتوت بها الرمال..لأنه ليست هنالك مبادئ فوق المال! .أما المواطنة تعني: الإقرار بأن رئيس الجمهورية أهم  من الوطن والشعب وكل شئ، لذلك يجب فديته بكل السودان، كل السودانيين ينبغي أن يهلكون ويحيا الرئيس و(حريمه) في أمان، و كل الوطن يجب يتفتت في سبيل الحفاظ علي قصور الرئيس امنة  ، وكل اطفال السودان يجب أن يقتلون بقنابل الإنتنوف والميج،ويموتون بالجوع والمرض لكي يسلم أولاد الرئيس وهم في صلبه من الأذي!
*وطن..الأغراب فيه هم  الاسياد، وابناؤه  يعيشون بلاحقوق لقاء الواجبات.لاسيادة لنا علي وطننا مالم نقدر ذاتنا، ونقدس عاداتنا،ونعرف أن شرف الوطن  وعزته وكرامته هو المواطن العادي وليس المنصب السيادي. 

*عن حالة وطن يتداعي ..لا تسعف الكلمات ولا العبارات  الواصف للخروج بجمل تلخص الوضع وترسم الحال في سطور، لكن هي  مجرد عبرات تغص  الحلقوم في كل لحظة تصعقني فيها واحدة من صواعق هذا النظام .

No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة