Pages

Friday, May 11, 2012

الله يحب الإختلاف


كل الدرسات المتعلقة بعلوم الفيزياء والأحياء والهندسة الوراثية وغيرها،وكل الإستكشافات العلمية-حتي الآن-تؤكد حقيقة أن الكون إنما هو نظام متكامل صُنع خصيصاً لحياة الإنسان ورفاهيته..كما تؤكد أن الخالق(الله) قد جعل من هذا الكائن الصلصالي- المسكون بروح منه-مركزاً للكون وسيداً عليه..ولكي  يتمكن الإنسان من ادارة هذا الكون،اختصه الله بمواهب وحقوق لم تعطي لغيره من المخلوقات..وصار الإنسان يستخدم هذه المواهب والحقوق من أجل البحث وايجاد مايشبع حاجاته المتجددة،واستكشاف أغوار وأسرار هذا الكون وتسخيرها لخدمته وتطوير نفسه..

وهذا كله يدل علي أن من خلقنا يحبنا أكثر من حبنا له، وهو سعيد بنا أكثر من سعادتنا بحيواتنا..ولأجل قصد جبلنا الله مختلفين عن بعضنا في كل شئ..في ألواننا،أحجامنا،درجات ذكاءنا،مشاعرنا،جيناتنا،أخلاقنا،سلوكنا وعاداتنا..فهو خلقنا مختلفين لكنه يحبنا بلا تفاوت..يحبنا سواءً أكنا بارين ومخلصين أوخطائين،أغنياء ومترفين أو بائسين،ناجحين ومتفوقين أو فاشلين،محظوظين وموفقين أو خاسرين..يحبنا إذا كنا مسلمين أو مسيحين  أو يهوداً  أو هندوساً أو بهائيين او سيخاً أو بوذيين أو وثنيين أو حتي لو كنا به كافرين فهو أيضاً يحبنا متساويين..وهو يحبني ويحبك  ويحب غيرنا بعدل وتساوٍ..فإن الله يحب التنوع والإختلاف والتمايز ويحتفي به ،لذلك فإن أمر اختلافنا وتنوعنا لم يكن صدفة لكنه اتي بقصد منه..

إن الله لايعجزه أن يهلك مالايريده..وأنه ليس بالضعيف والمغلوب حتي يستعين بنا لكي نقتل له الأشرار ونخلّصه منهم..ولايمكن أن يأمرنا بأن نقضي علي من هم مختلفين معنا..ويجب ألا نزعم بأن من لانحبهم نحن فهم بالضرورة مكروهين لدي خالقهم..كما يجب ألا نتقوّل بأننا خيار الله ، وأن حبه محصور فقط فينا دون الأخرين.. هذه فهوم خاطئة يجب تصحيحها تصحيحاً كاملاً..وتغييرها بفهوم عادلة تمجّد من حكمة الله ،وذلك بالتسليم بالتنوع الذي نحن مجبولين عليه، وقبوله والإحتفاء به..فالإختلاف أمر يخص خالقنا ولايخصنا وعلينا بالبناء علي هذه الحقيقة ونريح أنفسنا من الإرهاق و الحقد والتزمّت ومعاداة بعضنا..واقع الأمر  أننا لو فتشنا عن جذور معظم مايحيط بنا من مشكلات ومهددات،لوجدناها تعود الي معاداتنا للاختلاف الذي خلقنا به ، والذي هو لايعنينا،ولا بأيدينا أن نغيره مها قاتلنا وإقتتلنا.

سوف تغمرك السعادة،وتعمك عافية الروح،وتشعر بالراحة فقط إذا ما انت امنت بالتنوع وتركت كراهية المختلفين معك..وبهذا فقط سوف تشعر بسلام داخلي يشيع من دواخلك وينداح علي من هم حولك..وما أحوج العالم الي هذا السلام.