وسط تجمع احتفالي أُعد للعاملين بقطاعي البترول والكهربة اقيم اليوم بدار النفط علي شارعلي شارع النيل، منح الرئيس السوداني عمر البشير، وسام (الإنجاز) لوزارة الطاقة،ووسام (إبن السودان البار) لوزيرها الدكتورعوض الجاز ، وتمنح هذين الوسامين -كما اعلن-تقديراً لجهود هؤلاء الناس في اخماد الحرائق واصلاح انابيب البترول واستعادة دورة انتاجه في زمن وجيز، أو هكذا.انتهي.
*صراحة..يضحكني أمر هذا النظام ويحيرني كثيراً..فمما يضحكني فيه هو أنه نظام يتكلم ولايعمل،يستهلك ولاينتج،يبتدع الشعارات وهوأبعد مايكون عنها،ويحتفي بكل حركة بعد سكون بإعتبار انها انجازاً واعجازاً غير مسبوقين.ومما يضحكني فيه انه يفشل في حماية أرضه،وتندك حصونه واتراس جيوشه أمام هجوم لأحدث دولة في التاريخ والكون-دولة هي فرع منه، وتحتل هذه الدولة من أرضه أكثر مناقطها إستراتيجية وأهمية(هجليج)،فتظل بها قوات تلك الدولة لعشرة أيام بلياليها،ويعجز النظام عن استردادها،فيشكو ضعفه للمجتمع الدولي ،ويقوم المجتمع الدولي بحمل دولة الجنوب علي سحب جيشها،فترضخ وتسحب جيشها من الشمال،فيقوم النظام بكرنفالات احتفالية غير منتهية مدعياً الإنتصار.ومما يضحكني فيه هذا نظام هو أنه نظام فشول وقصير عن ادارة الحكم،ولكنه يغطي علي فشله و قصوره الدائمين بالبروباغندا و الديماغوجية.ومما يحيرني فيه هو أنه لايحاسب المقصر،بيد أنه يكافئ علي عدم التقصير باعتباره انجاز.
*لماذا لايحاسب وزير الدفاع وقادة أركان الجيش علي تقصيرهم المبين في عملية احتلال هجليج؟،لماذا لايقالون؟بل لماذا لايحالون الي التقاعد؟،فقد ثبت بأنهم ليسوا قدر المسئوليات..وعلي أي انجاز يمنح عوض الجاز ووزارة بتروله-الذي لانعرف أين تذهب عائداته- أوسمة؟، هل حقاً أنهم قاموا بأكثر من واجباتهم التي يكافؤون عليها بمرتبات وببدلات وعلاوات عالية؟، وهل انهم قاموا باعمال خارقة وجازفوا بحيواتهم وضحوا من أجل الوطن؟حسناً..اذا كان ماقاموا به هؤلاء الموظفون والمهندسون والمهنيون وحتي الوزير من معالجات لأبار وانابيب النفط هو يعد عمل خارق للعادة ،إذن ماهو العمل الطبيعي الذي يقومون به في عادة؟.
*ان الشعب هو من يتوجب منحه هذه الأوسمة..فهو الذي تبرع بدمه وبماله وبأبنائه وأقوات صغاره من أجل هجليج وكل الوطن..هل قام واحد من هؤلاء المكرّمون بمنح (نقطة) من دمه أو مليماً من ماله أو قام بإرسال إبنه الي مناطق العمليات؟ هل يقبل الدكتور عوض الجاز بقسم مبلغ من مرتبه أو من بدلاته المليونية لصالح دعم القوات المسلحة أو زاد المجاهد؟أم هل يقبل سيادته بشفط(قطرة)واحدة من دمه أو من أحد أقاربه؟أوهل سينوم سيادته إذا ما علم أن إبنه قد سيق للعمليات في جنوب كردفان؟..ليست هناك عدالة تقول بمنح من لايعطي وساماً للبذل والعطاء إلا عدالتكم.
