Pages

Thursday, June 26, 2014

مريم يحي والمشروع الحضاري

في عهد المشروع السماوي هذا، اصبحت كل اخبار بلادنا التي تُشاع الي أقاصي العالم ، دائماً تأخذ طابع التراجيديا والمأساة..حتي كاد ان يصبح اسم"السودان" مرادفاً او مقروناً بالمفردات التي تثير الذعر والقلق ك"الموت ، الحرب، الجوع ، اللجوء،السجون..الخ"

لقد باتت قصة المواطنة السودانية #مريم_يحي   واحدة من أهم الأحداث التي شغلت الرأي العام العالمي خلال النصف الاول من هذا العام ، لدرجة انها صارت في اهميتها تنافس قصة "الطائرة الماليزية  المفقودة حتي الان"كواحدة من اعظم المحن الانسانية التي حازت علي اكبر قدر من التعاطف الدولي.

هنا، في شبه الجزيرة الكورية ، أضحت قصة مريم واحدة من القصص التي ظلت تتصدر نشرات الأخبار لأسابيع .
عدد من مواطني هذا البلد سألني باستغراب عن حقيقة ما يجري في السودان ، وعن حيثيات هذه القضية الغريبة(بالنسبة اليهم طبعا)، وقد شاركوا بإعداد كبيرة في العريضة المطلبية الخاصة بالإفراج عن مريم ووليديها، و التي انشأت بواسطة العفو الدولية.

والمفاجأة كانت عندما تم الإفراج عن مريم ، وجدت جل أصدقائي علي علم بذلك ومنذ اللحظات الأُول، واتصل بي بعضهم ليهنئ.

ان الذي يقوم به نظام الاخوان المسلمين في السودان ومن خلال مشروعه الهدّام الذي يسميه "بالحضاري" لهو هوس ديني و تخلف مؤدلج،يهدف اساساً الي إبادة الهوية السودانية واستنساخ المجتمع وتحويره كلياً، ولكنه مع ذلك ايضا، فانه يشكل تهديد خطير للأمن والسلم الدوليين، ويجب إيقافه الان.

نعم الان، ففي ظل الصعود المتوالي للحركات الظلامية  المتعطشة لدماء الأطفال في محيطنا الإقليمي ، من حركة بوكو حرام النيجيرية،وحركة الشباب الاسلامي  الصومالية، الي جماعة بيت المقدس في مصر وحركة الدولة الاسلامية والنصرة وغيرها،اتصالاً بقيام الحركات والخلايا الاسلامية  في السودان ، وعلي رأسها النظام الحاكم ،بتاسيس ما بات يعرف(بأحزاب أهل القبلة)  والتواثق فيما بينها وهي التي عُرفت  في الماضي بالتدابر والتنافر ، يأتي هذا مقروناً بخطاب رئيس النظام  في العام 2011م في مدينة القضارف ، ذلك الخطاب المشبع بالتحريض والعنصرية ، وماتلاه من هجوم واستهداف وحشي كللكنيسة في السودان ، كنتيجة لذلك كله، فان مؤشرات بأخطار داهمة أخذت تلوح في الآفق..
ولعل من اهم تلك المؤشرات هي ان يقوم النظام مجدداً بجعل السودان قاعدة للجهاد وملاذاً أمن للجهاديين والقتلة.

No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة