Pages

Tuesday, April 03, 2012

حمايتهم مسؤوليتنا


 التاسع من هذا الشهر الجاري، هو اليوم الذي حددته الحكومة في الخرطوم موعداً للجنوبيين لتوفيق اوضاعهم وتسوية إجراءات وجودهم في دولة الشمال.وهذا يعني أن علي المواطن الجنوبي أن يحوز علي وثيقة سفر رسمية تسمح له بالإقامة كأجنبي في جمهورية السودان، أو أن يعجّل بالسفر الي موطنه قبل حلول هذا الموعد، وهذان أمران أيسرهما مستحيل علي مواطن ينتمي الي بلد لم يمر علي ولادته سوي تسعة أشهر.
وزارة الداخلية السودانية بدت جادة في تنفيذ هذا الأمر، إذ نشرت قبل أيام إعلاناً في الصحف قالت فيه بأن يوم التاسع من أبريل ستبدأ إجراءات حصر الوجود الأجنبي بالبلاد، واستتبعت ذلك بمنشور عممته علي كل البعثات الدبلوماسية بالخرطوم تطالبها فيه بعدم التعامل مع مواطني دولة الجنوب الذين يحملون جوازات جمهورية السودان.

المعروف أن كل المؤسسات القومية في السودان تتبع للحزب الحاكم، وعليه فإن المناخ العدائي الذي يكتنف العلاقة بين الخرطوم وجوبا سينعكس سلباً علي المواطن الجنوبي بالشمال،فضلاً عن الصعود المدمدم للتيار العنصري المعادي للجنوبيين وتعالي صوته ، هذا التيار الذي يتزعمه خال الرئيس البشير(الطيب مصطفي) مؤسس جماعة( منبر السلام العادل) ولسانها صحيفة(الإنتباهة) التي تجاهر بالعنصرية والعداء وتدعو الي طرد الجنوبيين من الشمال. انهم أقوي من جمهورية السودان،اذ يملكون القدرة علي إلغاء الإتفاقيات،وجعل الرئيس يتراجع عن قراراته. لقد شاهدنا  كيف استطاعوا أن يقضوا علي اتفاق الحريات الأربع  ومن قبله إتفاق نافع.

رغم العنصرية التي يتعرضون لها بإنتظام وبتواطؤ وأحياناً بإشراف من السلطات ،فإن هناك جملة من الأسباب تجعل الجنوبيين يجالدون علي البقاء بالشمال، لكن أهم هذه الأسباب هي الأسرة التي ينتمي طرفها الآخر الي الشمال،فهناك الآلاف من السودانيين الشماليين متزوجون من مواطنات جنوبيات والعكس.
اخوتي  مواطنو الشمال:بعد يوم التاسع من ابريل/نيسان الجاري قد يتعرض اخوتكم الجنوبيون المقيمين في وسطكم الي كل صنوف الإضطهاد والإبتزاز،فهم الآن تحت رحمة نظام لارحمة له أو رأفة ،وهو نظام فاشي محترف، نظام لايعير هماً لحقوق الإنسان ولا يقيم وزناً لأعذار الناس، وانتم تعلمون ذلك جيداً، وعليه أكرر مناشدتي  التي كنت قد ضمّنتها لكم في تدوينة سابقة ، وهي أنني أناشد فيكم الضمير والنخوة والمروءة التي تميزتم بها وسط العالمين،واخاطب فيكم الإنسان الذي يقبع بدواخلكم النقية، وادعوكم الي الوقوف بجانب اخوتكم الجنوبيين في محنتهم هذه، فهم ليسوا اعداءً لنا،ولكنهم اخوتنا، وانفصالهم عنا لايعني كراهيتهم لدولتنا ولكنهم  لقد دفعوا  إلي ذلك دفعاً،ومايدور الآن بين نظامي الدولتين من احتراب واقتتال.. لن يقطع الوشائج الأزلية الإنسانية بين شعبينا ولن يفصم عري المحبة التي نضمرها لبعضنا البعض ولن يعكر صفو الاخاء والايلاف فينا ..أو هكذا ينبغي.هلموا لنحميهم من عنصرية وبغض الطيب مصطفي وأعوانه.فحمايتهم مسئوليتنا.