Pages

Saturday, April 07, 2012

المجرم أحمد هارون يامر بالتخلص من الأسري

بثت قناة الجزيرة هذا الشريط الوثيقة الذي يظهر فيه (القاضي) احمد محمد هارون والي ولاية جنوب كردفان وبرفقته ضباطاً برتب وازنة وهو يأمر الجنود بتصفية وإبادة كل متمرد يقع في أيديهم، فهو يستخدم عبارات بالعامية السودانية(دايرين تسلمونا نضيف..أمسح..اكسح..قشو..ماتجيبو حي..ما دايرين عبئ إداري) وخلاصة أوامره هذه، هو يريد تنظيف المنطقة ومسح كل من فيها..وقشو:فعل أمر بمعني(أمحي او زيل)..ويضيف ما تجلبوا لنا أسري أحياء(ماتجيبو حي)..وعلل ذلك بأنهم لايرغبون في عبئ إداري..فهو يري في جلب الأسري أعباء إدارية علي حكومته.
بصفته حاكم الولاية،إذن هو يمثل رئيس الجمهورية و رئيس حزب المؤتمر الوطني(الحاكم) ورئيس اللجنة الأمنية العليا بالولاية وأمير امراء المجاهدين والمنسق الأعلي للشرطة الشعبية والخدمة الوطنية بالولاية وعليه فكل تصريح أو أمر يصدر منه فهو بمثابة قرار جمهوري واجب التنفيذ وسيعاقب كل من يخالفه.


ارتبط إسم أحمد هارون بجرائم الحروب والإبادة الجماعية في دارفور وكردفان ،ففي العام2007م أصدرت محكمة الجنايات الدولية مزكرة بحقه وقائد الدفاع الشعبي علي كوشيب بعد العثور علي وثائق وادلة دامغة تؤكد إشرافه علي تسليح الجنجويد وتدمير قري وابادة من فيها من الدارفوريين الأفارقة-مع انه ينتمي اليهم-وحينها كان وزير دولة بالداخلية.ومنذ تعيينه والياً علي جنوب كردفان إشتعلت الحروب مابين قبائل المسيرية والرزيقات تارة، وبين المسيرية والنوبة طوراً، ومابين المسيرية والجيش الشعبي لتحرير السودان تارات عديدة، وبين قبائل المسيرية (حمر ورزق) فيما بينهم لاحقاً.


أنكر احمد هارون بعض مما جاء بهذا الشريط، وقال أنه فقط قال(جيبو حي) وقال بأن هناك جهات-لم يسمها- قامت باضافة(ما) فغيرت كل المعاني.وصرح بانه سيقاضي قناة الجزيرة الفضائية علي اتهامها له في هذا الشريط المفبرك كما قال.إلا أن حكومة الخرطوم اعترفت-ضمنياً- بما جاء في الشريط عندما قالت بأن الوالي هارون لم يقصد ما قاله لكنه فقط كان يقصد تحفيز معنويات الجنود قبل دخولهم في معركة وشيكة مع جيش الحركة.

وبرغم تضارب الروايتان-الهارونية والحكومية- إلا انهما يتفقان في شئ واحد وهو حسن نية الوالي هارون. لكن هذا كله لم يبرئ هارون ، إذ هو مجرم ملاحق من قبل القضاء الدولي في جرائم مشابهة، إضافة الي السجل المتسخ والسمعة السيئة لهذا النظام في تصفية الخصوم ..فخلال ال23عاماً التي حكم فيها نظام البشير السودان..تم (مسح وكسح وقش) نفوساً كثيرة لايمكن لأحد إحصاؤها ، فاحداثاً كتصفية شهداء رمضان واعدام تجار العملات، أو اختطاف الشباب وغيابهم الي الأبد،وابادة أسري الحروب سواءً أكانوا أيام حرب الجنوب أو حرب دارفور واغتيالات جهاز الأمن الفردية ، هذه كلها شواهد تدعم هذا الشريط وتعضدده.

ولماذا يدان الوالي هارون بهذه الأوامر بينما هي ليست بالاولي التي نسمعها، فقد سبق للبشير ان قالها مراراً ومرارا، فعشية الهجوم الذي شنته حركة العدل والمساواة علي امدرمان 2008م، قال البشير وبالحرف والكلمة(مادايرين أسير)، وفي العام الماضي كرر البشير أوامره للجيش والمجاهدين ب(تطهير) النيل الأزرق من المتمردين.اذن الوالي هارون لم يأتي ببدعة، فالتصفية والمسح والكسح والتطهير والتخلص من الأسري هي سنن راسخة في سياسة هذا النظام الدموي.