Pages

Monday, April 16, 2012

تطور الجيش الشعبي وعصيان المسيرية


خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، وبخاصة في حقبة نظام  الإنقاذ ، تم استخدام قبائل(المسيرية ، الرزيقات والهبانية)-وهي القبائل الرعوية التي تعيش في الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين-تم استخدامهم في المعارك ضد متمردي الحركة الشعبية عندما كان الجيش الشعبي مليشيات غير منظمة..وبفضل بسالتهم وحماقتهم ونسبة لجهلهم بالهدف من تلك الحرب،كان رجال هذه القبائل علي الدوام يتفانون ويستميتون غير أبهين بخطر الموت فكثيراً ما يرجحون كفة الحرب لصالح حكومة الخرطوم،فإعتمدت عليهم الحكومة في حراسة التشوين والتموين -عبر القطارات والشاحنات-المتجهة من الشمال الي الجيش المتقطعة به السبل أنذاك  في احراش  الجنوب.

وحتي بعد  توقيع اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب في العام2005م، وما تلي ذلك من تشكيل حكومة انتقالية شاركت فيها الحركة الشعبية بتمثيل عال في نظام الحكم..إلا أن الحرب لم تتوقف، فكثيراً ما يتحول الشحن والإحتقان السياسي في البرلمان و التراشق الإعلامي بين حزبي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية الي خصومة فاجرة ماتلبث ان تتفجر حرباً ضروساً علي التماس ، يستوقد فيها المؤتمر الوطني أبناء المسيرية ضد جنود الجيش الشعبي بكل ما يملك من عدة وعتاد فتصبح المعادلة غير متكافئة..كيف لا والجيش الشعبي لم يعد ذلك الجيش الملائشي الجائع البدائي..إذ صار جيشا أكثر تنظيماً وأكفأ تدريباً من ذي قبل، حتي أنه بدي يتفوق تاكتيكياً ومعنوياً علي جيشنا العتيد الذي حولته الإنقاذ الي مشاريع استثمارية وشركات يتضارب فيها فلذات المتنفذين، كما أصبح الجيش الشعبي يمتلك من العتاد وأسباب القوة مالم يتوفر للكثير من الجيوش بالمنطقة...وأية تلك النقلة والتحول  تتجلي  بوضوح في المعارك الأخيرة وقبل المعارك التي خاضها الطرفان(رجال المسيرية وجنود الجيش الشعبي)، فينتج عنها هلاك واصابة المئات من المسيرية بينما لايتعدي قتلي وجرحي الجيش الشعبي مابين البضعة وعشرين الي الخمسين بعكس ماقبل توقيع اتفاقية السلام الشامل.

الآن بعد أحداث هجليج علي الحكومة والمواطنون في الشمال والدبابين وأمراء الحروب أن يدركوا هذا ان الجيش الشعبي اليوم لم يعد كما الأمس قبل اتفاقية السلام،وان التبجح باننا نمتلك جيشاً قوياً ونستعرضه ضد الأمريكان ودول الغرب ،هذا التبجح لم يعد ذي جدوي بعدم تبين للعالم حجم قوتنا الحقيقية،وعليهم أن يعوا ايضاً بأن شراسة الجيش الشعبي وقوته وتنظيمه المستحدث وآلة حربه المتطورة الفتاكة التي جعلت جيش الحكومة وقوات امنها وملائشها تولي الإدبار من هجليج-حلقوم الحكومة- لثلاث مرات متتالية في ظرف (إسبوعين) فقط، هي ذاتها القوة والشراسة والفتك الذي ظل أبناء المسيرية يتصدون له ويصبرون علي بأسه السنوات بعدها السنوات مصطبرين لم يولوا الأدبار،كل ذلك ليس لقضية تعنيهم ولا لعداء بينهم واخوتهم الجنوبيين،لكن ذلك الإحتراب والإقتتال الذي أفني شبابهم وشيوخهم كانوا يخوضونه بجهالة ولأنه فُرض عليهم فرضاً من  جنرالات الحروب وتجارالدماء في الخرطوم.

لكن اليوم فهم المسيرية مصلحتهم واصبحوا لايساقون كما القطعان الي ميادين القتال كما هو معهود،فأخذوا يتمردون ويعصون أوامر النظام بالدخول في الحرب من جديد دونما ناقة او جمل. اخبار وردتني اليوم سوف استعرضها لكم في تويتات سريعة وبالطبع سيتم نشرها علي صفحة المدونة في الفايسبوك.