Pages

Friday, February 24, 2012

مساجد النظام وحقوق الشيطان

*في حديث نبوي بيقول (حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : " إِذَا سَمِعَ الشَّيْطَانُ الْأَذَانَ ، وَلَّى وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ الصَّوْتَ ")
 .
*لكن الأمور مختلفة  في مساجد نظام الإنقاذ (الفخيمة) حيث تتدافع الشياطين والأباليس الي صفوف المصلين..الصف الأول فالأول..والكتف بالكتف مع الاسلاميين..لأنها ترتبط بعلاقات جيدة مع هذا النظام الكيزاني ده وشيوخه وخطبائه..ولعل بعض من خطبهم تتم كتابتها بواسطة هذه الشياطين الرجيمة..فماهي حاجة الشياطين اذن الي الهروب والضراط ذعراً؟ 
لمجرد سماعها  أذان في  مسجد مجمع النور الإسلامي(المسجد الرئاسي)، الذي اضحي منبرا لاصدار تعليمات الإبادة الجماعية في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة؟وماهي الدواعي التي تجعل  الشيطان يهرب فقط لأنه سمع اذان من مسجد  الشهيد بمنطقة المقرن  الذي يضم مخزناً ضخماً للسلاح والمتفجرات في سراديب تحت الأرض؟، الشيطان لا يهرب من هؤلاء وانما يُقبل اليهم لأنهم يدعونه الي الحضور. بأن اعمالهم و اقوالهم شيطانية.
طوال حقبة الإنقاذ هذه ظل المسجد-وما انفك- مركزاً لتفريخ الارهاب ودعوة الناس الي الجهاد، وشحن الناس بكراهية بعضهم وزراعة الأحقاد بينهم .. اصبح دور المسجد  نشر الافكار المتطرفة التي تهدم ولاتبني..امست منابر المساجد  بمنزلة منصات لإطلاق صواريخ دمار شامل للوطن، فكان لها دور سلبي في جهاد و ابادة الجنوبيين ومن ثم دفعهم الي ترجيح خيار الإنفصال، وكان لها ذات الدور في حرب دارفور وعقابيلها، ولم يغب دورها في مايدور الآن في جنوب كردفان والنيل الأزرق وماتشهده البلاد الآن من أزمات وخطوب مدلهمات تهدد بقاءها .ولأن نظام الإنقاذ لم يستولِ علي السلطة والجيش والإقتصاد فحسب، ولكنه وضع يده علي كل شئ في السودان،التعليم ،الأخلاق ،الدين ..وحتي المزاج. فهو اغتصب  كل شئ يخص الشعب السوداني ،فظهرت بصمته علي كل شئ..فتشوه كل شئ.. وترتيباً علي ذلك  شاهت المساجد ،وصارت ابواق تعبر عن شهوات النظام وتلبي مرضاته،كيف لا وامامة المسجد اضحت-كما الخدمة المدنية- حكراً علي اتباع النظام، اما خطبة الجمعة والعيدين فهي مجرد منشورات وبيانات تعبر عن رؤية النظام  تقوم هيئة علمائه(علماء السودان) بسياقتها،وتُسلّم الي مجلس الفقه الإسلامي الذي يناط به توزيعها علي المساجد.  ولهذا فقد  اصبحت المساجد دور مقرفة وكريهة ..
فكم من مرة اهدر الشيوخ دماء افراد من الشعب لا لشئ إلا لأنهم يعارضون سياسة النظام؟ وكم من مرة يتم تكفير الناس واتهامهم بالزندقة لأنهم طالبوا بابعاد الدين عن السياسة؟ وقد تذكرون قبل سنتين قيام معتمد بارا بولاية شمال كردفان باقالة امام وخطيب مسجد المدينة الكبير بعد أن رفض القاء خطبة الجمعة التي جاءته من مكتب المعتمد مستعيضاً بأخري كتبها هو.
نعم الكل يشهد أن هذا النظام قد أولي المساجد  والدين عناية خاصة ،ففي عهده تضاعف عددها اكثر من ثلاث مرات،وتطاولت المآذن المزخرفة، وحرص علي توالي تنظيم جائزة القران الكريم وبرعاية مباشرة من (خادم  القران كما يسمي نفسه) السفاح البشير،كما تم انشاء جهاز يتبع للقصر مباشرة مهمته طباعة ونشر المصحف ،وتم تأسيس مجالس ومنظمات دينية كثيرة..كالمجلس القومي للذكر والذاكرين،اهل الصُفة،والسودان الذاكر،واذاعات وقنوات فضائية وجمعية للقران الكريم بكل وزارة أو مؤسسة او شركة حكومية أو جامعة..الخ،نعم لقد اهتمت عصبة الإنقاذ وقامت بكل هذه الأعمال واكثر..لكن مانتيجة عملها هذا..؟ سيادة خطاب التطرف والارهاب، مجتمع منافق..تردٍ في الأخلاق..فساد عام مستشري..ابادات جماعية متكررة هنا وهناك..نهب(بعين حمرة). بقدر التوسع في مظاهر التدين، كان الهجوم علي التسامح .ويا لبخت شياطين السودان..ونعيماً لها بهذا النظام الانقاذي المراعي لحقوقها، هذا النظام الذي شيّد أضخم المساجد بيوتاً لها وابراجا.


No comments:

Post a Comment

حبابك عشرة